منتدي ترفيهية,,فكاهية,,ثقافية,,علمية,, تضم موسوعه كبيرة من صور لغرائب وعجائب العالم .. نتمنى الاستمتاع بأوقاتكم معنآ..‎
 
الرئيسيةالرئيسية  بوابةبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  قصه موسى عليه السلآم

اذهب الى الأسفل 
+4
صقر البحرين
مرسا
ملاك الروووح
بوعقاب
8 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بوعقاب
أعضاء نشطاء
بوعقاب


المشاركات : 801
الانتساب : 06/02/2012
نقــاط التميــز : 14591
التقييم : 4

 قصه موسى عليه السلآم Empty
مُساهمةموضوع: قصه موسى عليه السلآم    قصه موسى عليه السلآم Emptyالثلاثاء يونيو 19, 2012 9:49 am

قصة موسى عليه السلام

قال الله تعالى: {
طسم، تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ
نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، إِنَّ
فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ
طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ
نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ، وَنُرِيدُ أَنْ
نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي
الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا
كَانُوا يَحْذَرُونَ}.
وملخص القصة : {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً }
أي
تجبّر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا، وأعرض عن طاعة الله ،
وجعل أهلها شيعا ، أي قسم رعيته إلى أقسام وفَرِقٍ وأنواع ، يستضعف
طائفة منهم، وهم شعب بني إسرائيل، الذين هم من سلالة نبي الله يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم خليل الله، وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض. وقد سلط
عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر يستعبدهم ويستخدمهم في
أخس الصنائع والحرف وأرداها وأدناها ومع هذا {يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ}.
وكان
الدافع له على هذا الصنيع القبيح أن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما
بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم عليه السلام من أنه سيخرج من ذريته غلام
يكون هلاك ملك مصر على يديه وكانت هذه البشارة مشهورة في بني إسرائيل
ووصلت إلى فرعون فذكرها له بعض أمرائه فأمر عند ذلك بقتل أبناء بني
إسرائيل حذراً من وجود هذا الغلام ولن يغني حذر من قدر.
وعن
ابن مسعود وعن أناس من الصحابة أن فرعون رأى في منامه كأن ناراً قد
أقبلت من نحو بيت المقدس فأحرقت دور مصر وجميعَ القبط ولم تضر بني
إسرائيل. فلما استيقظ هاله ذلك فجمع الكهنة والسحرة وسألهم عن ذلك؟
فقالوا: هذا غلام يولد من هؤلاء يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه فلهذا
أمر بقتل الغلمان وترك النساء.

ولهذا قال الله تعالى: {وَنُرِيدُ
أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ
لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا
مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}

والمقصود
أن فرعون احترز كل الاحتراز أن لا يوجد موسى، حتى جعل رجالاً وقوابل
يدورون على الحبالى ويعلمون ميقات وضعهن، فلا تلد امرأة ذكراً إلا ذبحه
أولئك الذباحون من ساعته.
و
لكن الله تعالى أراد أن يقول لفرعون : يا أيها الملك الجبار
المغرور بكثرة جنوده أن هذا المولود الذي تحترز منه، وقد قتلت بسببه من
النفوس ما لا يعد ولا يحصى لا يكون مرباه إلا في دارك، وعلى فراشك ولا
يغذى إلا بطعامك وشرابك في منزلك، وأنت الذي تتبناه ثم يكون هلاكك في
دنياك وأخراك على يديه، لتعلم أنت وسائر الخلق أن رب السماوات والأرض
هو الفعال لما .

وقد
ذكر غير واحد من المفسرين أن أعوان فرعون شكوا إلى فرعون قلة بني
إسرائيل بسبب قتل ولدانهم الذكور وخشي أن تتفانى الكبار مع قتل الصغار
فيصيرون هم الذين يلون ما كان بنو إسرائيليعملون من اعمال الخدمة.
فأمر
فرعون بقتل الأبناء عاماً، وأن يتركوا عاما، فذكروا أن هارون عليه
السلام ولد في عام المسامحة عن قتل الأبناء، وأن موسى عليه السلام ولد
في عام قتلهم، فضاقت أمه به ذرعاً واحترزت من أول ما حبلت، ولم يكن
يظهر عليها مظهر الحبل. فلما وضعت ألهمت أن تتخذ له تابوتاً ربطته في
حبل وكانت دارها متاخمة للنيل فكانت ترضعه فإذا خشيت من أحد وضعته في
ذلك التابوت فأرسلته في البحر وأمسكت طرف الحبل عندها فإذا ذهبوا
استرجعته إليها به.‏

قال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا
إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ
فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا
رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ، فَالْتَقَطَهُ
آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ
وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ، وَقَالَتْ
امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى
أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}.

فأرسلته
ذات يوم ونسيت أن تربط طرف الحبل عندها فذهب مع النيل فمر على دار
فرعون وذكر المفسرون أن الجواري التقطنه من البحر في تابوت مغلق عليه
فلم يتجاسرون على فتحه حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون آسية بنت مزاحم
فلما فتحت الباب وكشفت الحجاب رأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية ، فلما رأته ووقع نظرها عليه أحبته حباً شديداً جداً.
فلما جاء فرعون قال: ما هذا؟ وأمر بذبحه، فاستوهبته منه ودافعت عنه
{وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ}
فقال لها فرعون: أما لك فنعم وأما لي فلا، أي لا حاجة لي به.
وقد أنالها الله ما رَجَتْ من النفع. أما في الدنيا فهداها الله به، وأما في الآخرة فأسكنها جنته .

رد موسى الى امه

قال الله تعالى:
{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي
بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنْ
الْمُؤْمِنِينَ، وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ
جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ، وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ
مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ
يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ، فَرَدَدْنَاهُ إِلَى
أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}.
قال
ابن عباس اصبح فؤاد أم موسى فارغاً من كل شيء من أمور الدنيا، إلا
من موسى حتى كادت أن تظهر أمره وتسأل عنه جهرة لولا أن صبرها وثبتها
الله تعالى , و قالت لأخته وهي ابنتها الكبيرة اتبعي أثره واطلبي لي
خبره
وذلك
لأن موسى عليه السلام لما استقر بدار فرعون أرادوا أن يغذوه برضاعة،
فلم يقبل ثدياً ولا أخذ طعاماً، فحاروا في أمره واجتهدوا على تغذيته
بكل ممكن فلم يفعل. كما قال تعالى {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ
مِنْ قَبْلُ} فأرسلوه مع القوابل والنساء إلى السوق لعلهم يجدون من
يوافق رضاعته، فبينما هم وقوف به والناس عكوف عليه إذ بصرت به أخته فلم
تظهر أنها تعرفه بل قالت: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ}.
فلما قالت ذلك قالوا لها: ما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه؟ فقالت: رغبة في سرور الملك، ورجاء منفعته.
فذهبوا
معها إلى منزلهم، فأخذته أمه، فلما أرضعته التقم ثديها، وأخذ يمتصه
ويرتضعه، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً، وذهب البشير إلى آسية يعلمها بذلك،
فاستدعتها إلى منزلها وعرضت عليها أن تكون عندها، وان تحسن إليها فأبت
عليها، وقالت إن لي بعلاً وأولاداً، ولست أقدر على هذا، إلا أن ترسليه
معي، فأرسلته معها وجعلت لها راتب، وأجرت عليها النفقات والكساوي
والهبات، فرجعت به، وقد جمع الله شمله بشملها.‏
{فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}

سبب خروجه موسى من مصر

{وَلَمَّا
بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ
مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ
شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ
شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى
عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ
مُضِلٌّ مُبِينٌ، قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي
فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، قَالَ رَبِّ بِمَا
أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}.

دخل موسى المدينة فوجد فيها رجلان يتضاربان ويتهاوشان أحدهما من شيعنه أي إسرائيلي و الآخر من عدوه أي قبطي.
{فَإسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}
وذلك
لأن موسى عليه السلام كانت له بديار مصر صولة بسبب نسبته إلى تبني
فرعون له وتربيته في بيته وكانت بنو إسرائيل قد عزوا وصارت لهم وجاهة
وارتفعت رؤوسهم بسبب أنهم أرضعوه وهم أخواله أي من الرضاعة فلما استغاث
ذلك الإسرائيلي موسى عليه السلام على ذلك القبطي أقبل إليه موسى {فَوَكَزَهُ}. أي طعنة بجمع كفه. وقيل : بعصا كانت معه {فَقَضَى عَلَيْهِ} أي فمات منها.
ولم يرد موسى قتله بالكلية وإنما أزاد زجره وردعه

{فَأَصْبَحَ
فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ
بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ
مُبِينٌ، فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ
لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ
نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي
الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ، وَجَاءَ
رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ
الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ
النَّاصِحِينَ، فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ
نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

يخبر
تعالى أن موسى أصبح بمدينة مصر خائفاً - أي من فرعون وملئه - أن
يعلموا أن هذا القتيل الذي رفع إليه أمره إنما قتله موسى في نصرة رجل
من بني إسرائيل فتقوى ظنونهم أن موسى منهم ويترتب على ذلك أمر عظيم.
فصار يسير في المدينة في صبيحة ذلك اليوم {خَائِفاً يَتَرَقَّبُ}
أي يلتفت فبينما هو كذلك إذا ذلك الرجل الإسرائيلي الذي استنصره
بالأمس يستصرخه أي يصرخ به ويستغيثه على آخر قد قاتله، فعنّفه موسى
ولامه على كثرة شره ومخاصمته، قال له: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ}.
ثم أراد أن يبطش بذلك القبطي الذي هو عدو لموسى وللإسرائيلي فيردعه عنه ويخلصه منه فلما عزم على ذلك وأقبل على القبطي {قَالَ
يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً
بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ
وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ}.
قال بعضهم إنما قال هذا الكلام الإسرائيلي الذي اطلع على ما كان صنع موسى بالأمس
ولما بلغ فرعون أن موسى هو قاتل ذلك المقتول بالأمس أرسل في طلبه وسبقهم رجل ناصح من طريق أقرب {وَجَاءَ
رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ قال يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ
يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ
النَّاصِحِينَ}

توجه موسى الى مدين

{
فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قال رَبِّ نَجِّنِي مِنْ
الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ
عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ، وَلَمَّا وَرَدَ
مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ
وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا
خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ
وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى
الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ
فَقِيرٌ}.

يخبر
تعالى عن خروج عبده ورسوله وكليمه من مصر خائفاً يترقب أي يتلفت خشية
أن يدركه أحد من قوم فرعون وهو لا يدري أين يتوجه، ولا إلى أين يذهب،
وذلك لأنه لم يخرج من مصر قبلها.‏ حتى وصل مدين وكانت بئراً يستقون
منها. فوجد الرعاء يسقون منها و وجد أمرأتين أي تكفكفان عنهما غنمهما
أن تختلط بغنم الناس.
فسألهما
عن حالهما قالتا : لا نقدر على ورود الماء إلا بعد صدور الرعاء لضعفنا
وسبب مباشرتنا هذه الرعية ضعف أبينا وكبره قال الله تعالى {فَسَقَى لَهُمَا}.
قال
المفسرون: أن الرعاء كانوا إذا فرغوا من وردهم وضعوا على فم البئر
صخرة عظيمة فتجئ هاتان المرأتان فيشرعان غنمهما في فضل أغنام الناس،
فلما كان ذلك اليوم جاء موسى فرفع تلك الصخرة وحده. ثم استقى لهما وسقى
غنمهما ثم رد الحجر. كما كان. قال أمير المؤمنين عمر وكان لا يرفعه
إلا عشرة وإنما استقى ذنوباً واحدا فكفاهما.
ثم تولى إلى الظل. قالوا: وكان ظل شجرة من السمر. أنه رآها خضراء ترف {فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.
فسمعته
المرأتان فيما قيل فذهبتا إلى أبيهما فيقال إنه استنكر سرعة رجوعهما؛
فأخبرتاه بما كان من أمر موسى عليه السلام، فأمر إحداهما أن تذهب إليه
فتدعوه

{فَجَاءَتْهُ
إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي
يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ
وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ، قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ
خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ، قَالَ إِنِّي أُرِيدُ
أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي
ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا
أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ
الصَّالِحِينَ، قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا
الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا
نَقُولُ وَكِيلٌ}.

فلما جاءه موسى أضافه واكرم مثواه وقص عليه ما كان أمره بشره بأنه قد نجا، فعند ذلك قالت إحدى البنتين لأبيها {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} أي لرعي غنمك، ثم مدحته بأنه قوي أمين.
قال
عمر وابن عباس : لما قالت ذلك قال لها أبوها وما علمك بهذا؟ فقالت
إنه رفع صخرة لا يطيق رفعها إلا عشرة. وأنه لما جئت معه تقدمت أمامه
فقال كوني من ورائي فإذا اختلف الطريق فاحذفي لي بحصاة أعلم بها كيف
الطريق.

عن عتبة بن النُدْر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن موسى آجر نفسه بعفة فرجه وطعام بطنه". فلما وفى الأجل، قيل: يا رسول الله أي الأجلين؟ قال: "أبرهما وأوفاهما".

قال الله تعالى {فَلَمَّا
قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ
الطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً
لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنْ النَّارِ
لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ، فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطِئِ
الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ
أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَأَنْ
أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى
مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ
مِنْ الآمِنِينَ، اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ
غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنْ الرَّهْبِ فَذَانِكَ
بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ
كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}.

فلما سار بأهله ومعه ولدان منهم، وغنم قد استفادها مدة مقامه.
و كان ذلك في ليلة مظلمة باردة وتاهوا في طريقهم فلم يهتدوا إلى السلوك في الدرب المألوف، واشتد الظلام والبرد.
فبينما هو كذلك إذ أبصر عن بعد ناراً تأجّج في جانب الطّور - فـ {قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً}، وكأنه والله أعلم رآها دونهم، لأنّ هذه النار هي نور في الحقيقة، ولا يصلح رؤيتها لكل أحد {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} أي لعلي أستعلم من عندها عن الطريق {أَوْ جَذْوَةٍ مِنْ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} فدل على أنهم كانوا قد تاهوا عن الطريق في ليلة باردة ومظلمة

قال
غير واحد من المفسرين لما قصد موسى إلى تلك النار التي رآها فانتهى
إليها وجدها تأجج في شجرة خضراء من العوسج، وكل ما لتلك النار في
اضطرام وكل ما لخضرة تلك الشجرة في ازدياد، فوقف متعجباً، وكانت تلك
الشجرة في لحف جبل غربي منه عن يمينه، كما قال تعالى: {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنْ الشَّاهِدِينَ} وكان موسى في واد اسمه "طوى" فكان موسى مستقبل القبلة، وتلك الشجرة عن يمينه من ناحية الغرب {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} فأمر أولاً بخلع نعليه تعظيماً وتكريماً وتوقيراً لتلك البقعة المباركة ولاسيما في تلك الليلة المباركة.

ثم خاطبه تعالى كما يشاء قائلاً له:
{إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} {إِنَّنِي أَنَا
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلَاةَ
لِذِكْرِي} أي أنا رب العالمين الذي لا إله إلا هو الذي لا تصلح العبادة وإقامة الصلاة إلا له.

ثم أخبره أن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما الدار الباقية يوم القيامة التي لابد من كونها ووجودها {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} أي من خير وشر. وحضه وحثه على العمل لها ومجانبة من لا يؤمن بها ممن عصى مولاه واتبع هواه.

ثم قال له مخاطباً ومؤانساً ومبيناً له أنه القادر على كل شيء، والذي يقول للشيء كن فيكون. {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} أي أما هذه عصاك التي تعرفها منذ صحبتها؟
{قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}
{قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى، فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}.

فإذا هى قد صارت حية عظيمة لها ضخامة هائلة وأنياب تصك وهي مع ذلك في
سرعة حركة فجمعت الضخامة والسّرعة الشديدة، فلمّا رأها موسى عليه
السلام {وَلَّى مُدْبِراً} أي هارباً منها لأن طبيعته البشرية تقتضي ذلك {وَلَمْ يُعَقِّبْ} أي ولم يتلفت، فناداه ربه قائلاً له: {يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ}.
فلما رجع أمره الله تعالى أن يمسكها. {قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى{

ثم
أمره تعالى بإدخال يده في جيبه. ثم أمره بنزعها فإذا هي تتلألأ
كالقمر بياضاً من غير سوء، أي من غير برصٍ ولا بَهَق. ولهذا قال: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنْ الرَّهْبِم}

ارسال موسى الى فرعون

أمر
الله سبحانه و تعالى موسى عليه السلام بالذّهاب إلى فرعون فشكا إلى
الله تعالى ما يتخوف من آل فرعون في القتيل الذى قتله وعقدة لسانه؛
فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام، قيل إنه أصابه في
لسانه لثغة بسبب تلك الجمرة التي وضعها على لسانه والتي كان فرعون أراد
اختبار عقله حين أخذ بلحيته وهو صغير، فهمَّ بقتله فخافت عليه آسية،
وقالت: إنه طفل فاختبره بوضع تمرة وجمرة بين يديه، فهمَّ بأخذ التمرة
فصرف الملك يده إلى الجمرة فأخذها فوضعها على لسانه فأصابه لثغة
بسببها، فسأل زوال بعضها بمقدار ما يفهمون قوله، ولم يسأل زوالها
بالكلية.
وسأل
ربه أن يعينه بأخيه هارون؛ يكون له ردءاً، يتكلم عنه الكثير مما لا
يفصح به لسانه، فآتاه الله عز وجل سؤله، وحل عقدة من لسانه، وأوحى الله
إلى هارون فأمره أن يلقاه.
{قَالَ
رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِي،
وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي
رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِي}

{وَاجْعَلْ
لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي،
وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً، وَنَذْكُرَكَ
كَثِيراً، إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً، قَالَ قَدْ أُوتِيتَ
سُؤْلَكَ يَا مُوسَى}.


فلما
ذهبا الى فرعون وبلّغاه ما أرسلا به من دعوته إلى عبادة الله تعالى
وحده لا شريك له، وأن يفكَّ أسارى بني إسرائيل من قبضته وقهره وسطوته،
ويتركهم يعبدون ربهم حيث شاؤا ويتفرّغون لتوحيده ودعائه والتضرّع لديه.
فتكبَّر فرعون في نفسه وعتا وطغى ونظر إلى موسى بعين الازدراء والتنقص قائلاً له: { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} أي أما أنت الذي ربيناه في منزلنا وأحسنا إليه وأنعمنا عليه مدة من الدهر؟
{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ} أي وقتلت الرجل القبطيّ وفررت منا وجحدت نعمتنا.
فقال موسى {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ} أي قبل أن يوحى إلي وينزل علي
{فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُرْسَلِينَ} ثم قال مجيباً لفرعون عما امتن به من التربية والاحسان إليه {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إسرائِيلَ}
أي وهذه النعمة التي ذكرت من أنك أحسنت إلي وأنا رجل واحد من بني
إسرائيل تقابل ما استخدمت هذا الشعب العظيم بكماله واستعبدتهم في
أعمالك وخدمتك وأشغالك.

{قَالَ
فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ، قَالَ لِمَنْ
حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ، قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ
الأَوَّلِينَ، قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمْ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ
لَمَجْنُونٌ، قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا
إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}.

فلما جحد فرعون وجود الله تعالى و صنعه و خلقه و زعم انه هو الرب و الاله
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}.
و
استمرّ على طغيانه وعناده وكفرانه فلما قامت الحجج على فرعون
وانقطعت شبهته ولم يبق له قول سوى العناد عدل إلى استعمال سلطانه وجاهه
وسطوته: {قَالَ
لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَهَ غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ
الْمَسْجُونِينَ، قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ، قَالَ
فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ، فَأَلْقَى عَصَاهُ
فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ، وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ
بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}.

وهكذا
لما أدخل موسى عليه السلام يده في جيبه واستخرجها أخرجها وهي كفلقة
القمر تتلألأ نوراً تبهر الأبصار فإذا أعادها إلى جيبه رجعت إلى صفتها
الأولى.
ومع
هذا كله لم ينتفع فرعون - لعنه الله - بشيء من ذلك بل استمر على ما
هو عليه، وأظهر أن هذا كله سحر، وأراد معارضته بالسحرة فأرسل يجمعهم
من سائر مملكته

فرعون يجمع السحرة

قال تعالى: {وَلَقَدْ
أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى، قَالَ أَجِئْتَنَا
لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى،
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ
مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوًى، قَالَ
مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى}.
يخبر
تعالى عن استكبار فرعون وقوله لموسى إنَّ هذا الذي جئت به سحر ونحن
نعارضك بمثله، ثم طلب من موسى أن يواعده إلى وقت معلوم ومكان معلوم.
وكان هذا من أكبر مقاصد موسى عليه السلام أن يظهر آيات الله وحججه وبراهينه جهرة بحضرة النّاس ولهذا: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ}
وكان يوم عيد من أعيادهم ومجتمع لهم {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى}
أي من أول النهار في وقت اشتداد ضياء الشمس فيكون الحق أظهر وأجلى،
ولم يطلب أن يكون ذلك ليلاً في ظلام ، بل طلب أن يكون نهاراً جهرة لأنه
على بصيرة من ربِّه ويقين بأن الله سيظهر كلمته ودينه
فذهب
فرعون فجمع من كان ببلاده من السحرة، وكانت بلاد مصر في ذلك الزمان
مملوءة سحرة فضلاء، في فنهم غاية، فجمعوا له من كل بلد، ومن كل مكان،
فاجتمع منهم خلق كثير
وحضر
فرعون وأمراؤه وأهل دولته وأهل بلده عن بكرة أبيهم. وذلك أن فرعون
نادى فيهم أن يحضروا هذا الموقف العظيم فخرجوا وهم يقولون: {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ}.

وتقدم موسى عليه السلام إلى السحرة فوعظهم وزجرهم عن تعاطي السحر الباطل الذي فيه معارضة لآيات الله وحججه، فقال: {وَيْلَكُمْ
لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ
خَابَ مَنْ افْتَرَى، فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}.
قيل:
معناه أنهم اختلفوا فيما بينهم، فقائل يقول: هذا كلام نبي وليس بساحر،
وقائل منهم يقول: بل هو ساحر فالله أعلم. وأسرّوا التناجي بهذا وغيره.

{قَالُوا
يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ
أَلْقَى، قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى، فَأَوْجَسَ فِي
نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى، قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى،
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا
كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}.
لما اصطف السحرة ووقف موسى وهرون عليهما السّلام تجاههم قالوا له إما أن تلقي قبلنا، وإما أن نلقي قبلك؟ {قَالَ بَلْ أَلْقُوا}
أنتم وكانوا قد أخذوا حبال وعصيّ فملؤها الزئبق وغيره من الآلات التي
تضطرب بسببها تلك الحبال والعصي اضطراباً يخيل للرائي أنها تسعى
باختيارها، وإنما تتحرك بسبب ذلك. فعند ذلك سحروا أعين الناس
واسترهبوهم وألقوا حبالهم وعصيهم وهم يقولون {بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ
إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ}.

{وَأَوْحَيْنَا
إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا
يَأْفِكُون، فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ،
فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ، وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ
سَاجِدِينَ، قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، رَبِّ مُوسَى
وَهَارُونَ}.
وذلك
أن موسى عليه السلام لما ألقاها صارت حية عظيمة ذات عنق عظيم وشكل
هائل مزعج بحيث أن الناس خافوا منها وهربوا سراعاً وأقبلت هي على ما
ألقوه من الحبال والعصي فجعلت تلقفه واحداً واحداً في أسرع ما يكون من
الحركة، والناس ينظرون إليها ويتعجّبون منها.‏

وأما
السّحرة فإنهم رأوا ما هالهم وحيّرهم في أمرهم و لم يكن في خلدهم ولا
بالهم فعند ذلك أنَّ هذا ليس بسحر ولا شعوذة ولا خيال بل حق لا يقدر
عليه إلا الحق وكشف الله عن قلوبهم غشاوة الغفلة وأنارها وأنابوا إلى
ربهم وخرّوا له ساجدين وقالوا جهرة للحاضرين ولم يخشوا عقوبة فرعون
كما قال تعالى {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى
قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ
لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ،
قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ، إِنَّا
نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا
أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ}.

البلاء الذى انزله الله على فرعون و قومه

قال تعالى: {وَلَقَدْ
أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنْ الثَّمَرَاتِ
لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ، فَإِذَا جَاءَتْهُمْ الْحَسَنَةُ قَالُوا
لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى
وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ، وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ
آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ،
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ
وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا
وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}.

فرجع
عدو الله فرعون حين آمنت السحرة مغلوباً مغلولاً ثم أبى إلا الاقامة
على الكفر والتمادي في الشر و حرضه الامراء و الوزراء على اذية موسى و
ع7دم تصديقه و على قتل غلمان بنى اسرائيل الذين آمنوا زيادة فى اذلالهم
و مهانتهم فتابعه الله بالآيات فأخذه بالسنين فأرسل عليه الطوفان ثم
الجراد ثم القمل ثم الضفادع ثم الدم آيات مفصلات
فأرسل الطوفان - وهو الماء - ففاض على وجه الأرض ثم ركد. لا يقدرون على أن يحرثوا، ولا أن يعملوا شيئا حتى جهدوا جوعاً.
فلما بلغهم ذلك: {قَالُوا
يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ
كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ
بَنِي إسرائِيلَ}.
فدعا
موسى ربه فكشفه عنهم فلما لم فلما لم يفوا به بشيء فأرسل الله عليهم
الجراد فأكل الشجر فيما بلغني حتى أن كان ليأكل مسامير الأبواب من
الحديد حتى تقع دورهم ومساكنهم، فقالوا مثل ما قالوا،
فدعا
ربه فكشف عنهم، فلم يفوا له بشيء مما قالوا فأرسل الله عليهم القمل
فانثال عليهم قملاً، حتى غلب على البيوت والأطعمة، ومنعهم النوم
والقرار.
فلما جهدهم قالوا له مثل ما قالوا له، فدعا ربه فكشف عنهم فلما لم يفوا بشي مما قالوا
فأرسل
عليهم الضَّفادع فملأت البيوت والأطعمة والآنية فلا يكشف أحد ثوباً
ولا طعاماً إلا وجد فيه الضفادع قد غلبت عليه. حتى إن أحدهم إذا فتح
فاه (لطعام أو شراب) سقطت فيه ضفدعة من تلك الضفادع.
فلما
جهدهم ذلك قالوا له مثل ما قالوا، فدعا ربه فكشف عنهم فلم يفوا بشيء
مما قالوا، فأرسل الله عليهم الدم فصارت مياه آل فرعون دماً لا يستقون
من بئر ولا نهر يغترفون من إناء إلاّ عاد دما عبيطاً.
هذا كله لم ينل بني إسرائيل من ذلك شيء بالكلية. وهذا من تمام المعجزة الباهرة

قال الله تعالى: {وَلَمَّا
وَقَعَ عَلَيْهِمْ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ
بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ
لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إسرائِيلَ، فَلَمَّا
كَشَفْنَا عَنْهُمْ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ
يَنكُثُونَ، فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ
بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}.

موسى يخرج ببنى اسرائيل من مصر

ولما
تمادى أهل مصر على كفرهم وعتوهم وعنادهم متابعة لملكهم فرعون ومخالفة
لنبي الله ورسوله وكليمه موسى


بن عمران عليه السلام؛ وأقام الله على
أهل مصر الحجج العظيمة القاهرة وأراهم من خوارق العادات ما بهر الأ
أنتظر الردود والتقيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملاك الروووح

avatar


المشاركات : 215
الانتساب : 27/12/2011
تاريخ الميلاد : 13/04/1997
نقــاط التميــز : 14186
الـعـمـر : 27
التقييم : 0

 قصه موسى عليه السلآم Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه موسى عليه السلآم    قصه موسى عليه السلآم Emptyالأربعاء يونيو 20, 2012 12:17 am

==
أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ

دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ

أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ

لك الشكر من كل قلبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مرسا

مرسا


المشاركات : 100
الانتساب : 12/09/2012
تاريخ الميلاد : 20/02/1990
نقــاط التميــز : 12904
الـعـمـر : 34
التقييم : 0

 قصه موسى عليه السلآم Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه موسى عليه السلآم    قصه موسى عليه السلآم Emptyالأربعاء سبتمبر 12, 2012 2:49 pm

 قصه موسى عليه السلآم 2874821285  قصه موسى عليه السلآم 2874821285  قصه موسى عليه السلآم 2874821285  قصه موسى عليه السلآم 2874821285
جزاك الله كل خير
وجعلة فى ميزان حسناتك
دمت لنا بعطائك
تحياتى
 قصه موسى عليه السلآم 1219400558  قصه موسى عليه السلآم 1219400558  قصه موسى عليه السلآم 1219400558  قصه موسى عليه السلآم 1219400558
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقر البحرين

صقر البحرين


المشاركات : 213
الانتساب : 28/05/2012
تاريخ الميلاد : 12/04/1997
نقــاط التميــز : 13337
الـعـمـر : 27
التقييم : 0

 قصه موسى عليه السلآم Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه موسى عليه السلآم    قصه موسى عليه السلآم Emptyالثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:22 am

مميز  قصه موسى عليه السلآم 1219400558

تسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
‏‏‎AMAOM OCAB‎‏‏
أعضاء نشطاء
‏‏‎AMAOM OCAB‎‏‏


المشاركات : 1869
الانتساب : 20/11/2012
تاريخ الميلاد : 19/07/1991
نقــاط التميــز : 14787
الـعـمـر : 32
التقييم : 0

 قصه موسى عليه السلآم Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه موسى عليه السلآم    قصه موسى عليه السلآم Emptyالأربعاء نوفمبر 21, 2012 1:41 am

لك مني خالص الشكر و وافر الامتنان و التقدير

لمشاركاتك بمثل هذا الطرح الرائع و المميز وماقدمت لنا

و تقبل تواجدي المتواضع بمتصفحك المشرق دوماً و أبداً

دمت بحفظ اللــــه و رعايتـــــــــــــه ،؛،

ننتظر بكل الشوق لجديدك المميز

كن متألقاا دائما
\
/
لـ اجمل التـ ح ـايا وارقها مـ غ ـلفه بـ ع ـطر الورد الـ ج ـوري
ــك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كريستآلة

كريستآلة


المشاركات : 403
الانتساب : 18/11/2012
تاريخ الميلاد : 27/09/1989
نقــاط التميــز : 13004
الـعـمـر : 34
التقييم : 1

 قصه موسى عليه السلآم Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه موسى عليه السلآم    قصه موسى عليه السلآم Emptyالخميس نوفمبر 22, 2012 12:32 pm


الروعة في تواجدكم
و دعواتكم الصادقة
والجمال في كلماتكم
الرقيقة واحاسيكم الرائعة
جزآكم الله كل خير
تحيـــــــــــــــــ لكم ــــــــــــــــــاتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر
avatar



 قصه موسى عليه السلآم Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه موسى عليه السلآم    قصه موسى عليه السلآم Emptyالثلاثاء ديسمبر 18, 2012 5:52 am

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nour alg

nour alg


المشاركات : 202
الانتساب : 11/03/2013
نقــاط التميــز : 12463
التقييم : 0

 قصه موسى عليه السلآم Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه موسى عليه السلآم    قصه موسى عليه السلآم Emptyالثلاثاء مارس 12, 2013 1:12 am

جزاك الله خيراا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جناح الليل
أعضاء نشطاء
جناح الليل


المشاركات : 1502
الانتساب : 29/03/2013
تاريخ الميلاد : 16/06/1990
نقــاط التميــز : 13711
الـعـمـر : 33
التقييم : 0

 قصه موسى عليه السلآم Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه موسى عليه السلآم    قصه موسى عليه السلآم Emptyالجمعة مارس 29, 2013 11:20 am

كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ .. وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ .. دائما متميز/ه في الانتقاء سلمت يالغالي/ه على روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا روعه مواضيعك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصه موسى عليه السلآم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الخضر عليه السلام والنبي موسى عليه
»  قصه يونس عليه السلآم
»  قصه يوسف عليه السلآم
» من آداب سيّدنا موسى عليه السّلام
» كلنا نعرف سيدنا موسى - عليه الصلاة والسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اصدقاء احلى منتدى :: مساحات حرة | friends :: قسم المواضيع العامة-
انتقل الى: