الحضارة في الدولة الرستمية
تأسست الدولة الرستمية فى المغرب الأوسط خارج حدود الدولة العباسية غربى نهر شيلف سنة 164 هـ / 780 م، وقد جعل مؤسسها عبد الرحمن بن رستم قاعدتها فى تاهرت. وكانت الدولة الرستمية دولة خارجية على المذهب الأباضى،
وقد حكم الرستميون باستقلال كامل عن الدولة العباسية وخرج من تاهرت دعاة المذهب الأباضى لنشر مذهبهم فى المغرب الأوسط (الجزائر حاليًا) الذى كان خارجًا عن سلطانهم. وفى سنة 171 هـ توفى مؤسس الدولة عبد الرحمن بن رستم وخلفه على الحكم ابنه عبد الوهاب بن عبد الرحمن، وقد قامت ضده ثورة كبيرة لمخالفته المذهب الأباضى الذى يمنع الحكم الوراثى وإنما يكون الرأى فى اختيار الحاكم لأهل الحل والعقد.
وقد قاد الثورة ضد عبد الوهاب يزيد بن فندين وسمى حركته ب «النُّكار» أى الذين ينكرون تصرف ولى الأمر بالحكم وجرى قتال بين الطرفين هزم فيه عبد الوهاب فى البداية فطلب الهُدنة وأخذ رأى أهل العلم، ولكن القتال عاد مرة أخرى وهزم «النُّكار» واستتب الأمر لعبد الوهاب بن عبد الرحمن بعد مقتل ابن فندين. وعادت الخلافات بين أئمة الأباضية طوال فترة حكم عبد الوهاب بن عبد الرحمن وإن ظلت الدولة متماسكة. وفى عام 208 هـ تُوفى عبد الوهاب وخلفه ابنه أفلح بن عبد الوهاب وبقى يحكم الدولة الرستمية حتى أسقطها الفاطميون سنة 296 هـ.