وجهة نظر حول المساعي الدولية واليابانية لتطوير سيارات خلايا الوقود
يقام في طوكيو من يوم الأربعاء حتى يوم الجمعة معرض تجاري لسيارات تعمل بخلايا الوقود والتي تُعقد عليها الآمال بأن تصبح الجيل القادم من السيارات الرفيقة بالبيئة. وقد أقامت نحو مائتين وستين شركة ومنظمة يابانية وأجنبية أجنحة لها في المعرض. وتتزايد الجهود الرامية لجعل سيارات خلايا الوقود متوفرة على نطاق واسع مع سعي كل من شركتي تويوتا موتور وهوندا موتور لبدء بيع هذه السيارات في عام ألفين وخمسة عشر. وتقيم شركة نيسان موتور في الوقت ذاته شراكة تقنية مع شركة ديملر الألمانية للسيارات وشركة فورد في الولايات المتحدة. في وجهة نظر اليوم، نتحدث مع هيديآكي ماتسوي الباحث الكبير بمعهد اليابان للأبحاث.
س: لماذا ينظر إلى سيارات خلايا الوقود على أنها أكثر سيارات الجيل القادم الواعدة رفقا بالبيئة؟
ماتسوي: يمكن لسيارات خلايا الوقود أن تقطع نفس المسافة أو حتى مسافة أكبر من سيارات البنزين العادية بتعبئة هيدروجين واحدة الذي يعد وقودها. وبالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن الفائدة الأكبر هي أن هذه السيارات لا تنتج سوى الماء لأن الكهرباء التي تمدّ السيارة بالقدرة يتم توليدها من عملية تفاعل بين وقودها الهيدروجيني والأوكسجين في الجو.
وحتى وقت ليس ببعيد، كانت السيارات الكهربائية هي أول ما يجول بالخواطر عند التحدث عن السيارات الرفيقة بالبيئة. ولكن المسافة التي تقطعها هذه السيارات قصيرة وهي لا تزال مشكلة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن السيارات الكهربائية غير مناسبة لإنتاج شاحنات وحافلات لأن هذه السيارات تتطلب كمية كبيرة من الكهرباء وهي مشكلة تقنية صعبة. وعلى الجانب الآخر، فإن الهيدروجين في سيارات خلايا الوقود يمكنه الإمداد بكمية كبيرة من الطاقة تكفي لتحريك السيارات الكبيرة.
س: ما هو مستوى التقنية اليابانية مقارنة ببقية دول العالم؟
ماتسوي: أعتقد أن اليابان تقود العالم في تطوير بطاريات خلايا الوقود. كما أنها الأولى أيضا من حيث القدرة التنافسية في مجال تقنية السيارات. ويتم إنتاج سيارات خلايا الوقود من دمج بعض التقنيات المعقدة جدا. ويتقدم صناع السيارات اليابانيون في مجال إنتاج سيارات خلايا الوقود بسبب خبرتهم في التقنية الكهربائية التي حصلوا عليها في جهودهم لتطوير سيارات مهجنة متطورة جدا.
س: وإلى أي مدى وصلت عملية التطوير؟
ماتسوي: تطوير سيارات خلايا الوقود يقترب الآن من التسويق التجاري وهناك سيارات يتم اختبارها بالفعل على الطرق العامة. وتهدف شركات صناعة السيارات إلى بيع سياراتها في عام ألفين وخمسة عشر على الرغم من أن التكلفة لا تزال مشكلة كبيرة. وكان يقال سابقا إن سيارة واحدة تكلف نحو مائة مليون ين أو مليون ومائة ألف دولار. وقد تم خفض هذه التكلفة الآن إلى العشر تقريبا. ويعتقد على نطاق واسع أن هذه السيارات ستلقى رواجا في حوالي عام ألفين وعشرين.
كما أن توفر البنية التحتية مثل بناء محطات لتزويد الهيدروجين مشابهة لمحطات تزويد البنزين تعد عاملا رئيسيا لرواجها.