المشاركات : 2826 الانتساب : 05/01/2012 تاريخ الميلاد : 11/06/1999 نقــاط التميــز : 20414 الـعـمـر : 25 التقييم : 5
موضوع: أجمل أشعار قيس بن الملوح الأحد أكتوبر 23, 2016 9:18 am
قيس بن الملوّح شاعر غزل عربيّ، كان مُلقباً بمجنون ليلى ليس لأنّه مجنون، بل لهيامه بليلى العامرية التي عشقها ونشأ معها ورفض أهلها قبول زواجهما، وبعد ذلك بدأ ينشد الأشعار، وهو من أهل النّجد، عاش في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب. حكايته مع ليلى من الواضح أن معظم التّراجم والسِّيَر أجمعت على أنّ قيس بن الملوح هو في الحقيقة ابن عمّ ليلى، وقد تربّيا معاً في الصّغر وكانا يرعيان مواشي أهلهما ورفيقا لعب في أيّام الصّبا، كما يظهر في شعره حين قال: تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم ولم يبد للأتراب من ثديها حجم صغيرين نرعى البهم يا ليت أنّنا إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم مما يذكره السّيد فالح الحجّية في كتابه (الغزل في الشّعرالعربي) من قصتهما: (أحب ليلى بنت سعد العامري ابنة عمّه، حيث نشأ معها وتربّيا وكبرا سويًا، كانا يرعيان مواشي والديهما فأحبّ أحدهما الآخر، فكانا بحقّ رفيقين في الطّفولة والصّبا فعشقها وهام بها. وكما هي العادة في البادية، عندما كبرت ليلى حُجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتد به الوجد يتذكّر أيّام الصّبا البريئة ويتمنّى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها. وهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب له في حبّ ابنة عمّه ويتغزّل بها في أشعاره، ثم تقدّم قيس لعمّه طالباً يد ليلى بعد أن جمع لها مهراً كبيراً وبذل لها خمسين ناقة حمراء، فرفض أهلها أن يزوجّوها إليه، حيث كانت العادة عند العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب وقد تشبّب بها (أي تغزّل بها في شعره) )، لأنّ العرب قديماً كانت ترى أنّ تزويج المحب المعلن عن حبّه بين النّاس عار وفضيحة، وهذه عادة عربية جاهلية ولا تزال هذه العادة موجودة في بعض القرى والبوادي. وقيل رُفِضَ الزّواج بسبب خلاف وقع بين والد قيس ووالد ليلى حول أموال وميراث، وأنّ والد ليلى ظنّ خطأ أنّ عائلة قيس سرقت أمواله منه ولم يبق معه شيء ليطعم أهله. وإن كان الرّأي الأول أرجح وأثبت. في نفس الوقت تقدّم لليلى خاطب آخر من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقيلي، وبذل لها عشراً من الإبل وراعيها، فاغتنم والد ليلى الفرصة وزوّجها لهذ الرجل رغماً عنها. ورحلت ليلى مع زوجها إلى الطّائف بعيداً عن حبيبها ومجنونها قيس. ويُقال أنّه حين تقدّم لها الخطيبان قال أهلها نحن مخيّروها بينكما، فمن اختارت تزوّجته، ثم دخلوا إليها فقالوا: والله لئن لم تختارِ وردًا لنمثلنّ بك، فاختارت وردًا وتزوجته رغماً عنها. فهام قيس على وجهه في البراري والقفار ينشد الشّعر والقصيد، ويأنس بالوحوش، ويتغنّى بحبّه العذريّ، فيُرى حيناً في الشّام، وحيناً في نجد، وحيناً في أطراف الحجاز، إلى أن وُجد ملقىً بين الأحجار وهو ميّت. (1) أجمل أشعار قيس بن الملوح أَلَيسَ اللَيلُ يَجمَعُني وَلَيلى كَفاكَ بِذاكَ فيهِ لَنا تَداني تَرى وَضَحَ النَهارِ كَما أَراهُ وَيَعلوها النَّهارُ كَما عَلاني وقالوا لو تشاء سلوت عنها فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ لها حبّ تنشّأ في فؤادي فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ وعاذلة تقطعني ملاماً وفي زجر العواذل لي بلاء ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ ولا النّفْسُ عنْ وادي المياهِ تَطِيبُ أحبّ هبوط الواديين وإنّني لمشتهر بالواديين غريب أحقاً عباد الله أن لست وارداً ولا صادراً إلّا عليّ رقيب ولا زائِراً فرداً ولا في جَماعَة ٍ من النّاس إلا قيل أنت مريب وهل ريبة في أن تحن نجيبة إلى إلْفها أو أن يَحِنَّ نَجيبُ وإنَّ الكَثِيبَ الفرْدَ مِنْ جانِبِ الحِمى إليّ وإن لم آته لحبيب ولا خير في الدّنيا إذا أنت لم تزر حبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ لَئِن كَثُرَت رُقابُ لَيلى فَطالَما لَهَوتُ بِلَيلى ما لَهُنَّ رَقيبُ وَإِن حالَ يَأسٌ دونَ لَيلى فَرُبَّما أَتى اليَأسُ دونَ الشَّيءِ وَهوَ حَبيبُ وَمَنَّيتَني حَتّى إِذا ما رَأَيتِني عَلى شَرَفٍ لِلنّاظِرينَ يَريبُ صَدَدتِ وَأَشمَتِّ العُداةَ بِهَجرِنا أَثابَكِ فيما تَصنَعينَ مُثيبُ أُبَعِّدُ عَنكِ النَفسَ وَالنَّفسُ صَبَّةٌ بِذِكرِكِ وَالمَمشى إِلَيكِ قَريبُ مَخافَةَ أَن تَسعى الوُشاةُ بِظِنَّةٍ وَأَكرَمُكُم أَن يَستَريبَ مُريبُ فَقَد جَعَلَت نَفسي وَأَنتِ اِختَرَمتِها وَكُنتِ أَعَزَّ النّاسِ عَنكِ تَطيبُ فَلَو شِئتِ لَم أَغضَب عَلَيكِ وَلَم يَزَل لَكِ الدَّهرَ مِنّي ما حَيِيتُ نَصيبُ أَما وَالَّذي يَتلو السَّرائِرَ كُلَّها وَيَعلَمُ ما تُبدي بِهِ وَتَغيبُ لَقَد كُنتِ مِمَّن تَصطَفي النَّفسُ خُلَّةً لَها دونَ خِلّانِ الصَّفاءِ حُجوبُ وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ حَتّى كَأَنَّما عَلَيَّ بِظَهرِ الغَيبِ مِنكِ رَقيبُ تَلَجّينَ حَتّى يَذهَبَ اليَأسُ بِالهَوى وَحَتّى تَكادَ النَّفسُ عَنكِ تَطيبُ سَأَستَعطِفُ الأَيامَ فيكِ لَعَلَّها بِيَومِ سُروري في هَواكِ تَؤوبُ لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم هل فرجت عنكم مذ متّم الكرب لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي لكن نار الهوى في القلب تلتهب جفّت مدامع عين الجسم حين بكى وإنّ بالدّمع عين الرّوح تنسكب إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ أمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَبُ لِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له حر الصّبابة والأوجاع والوصب ضاقت علي بلاد الله ما رحبت يا للرّجال فهل في الأرض مضطرب البين يؤلمني والشّوق يجرحني والدّار نازحة والشّمل منشعب كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ فؤادي بين أضلاعي غريب يُنادي مَن يُحبُّ فلا يُجيبُ أحاط به البلاء فكل يوم تقارعه الصّبابة والنّحيب لقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبي فقلبي مذ علمت له جلوب فإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبي فلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُ هوى صاحبي ريح الشّمال إذا جرت وأهوى لنفسي أن تهبّ جنوب فويلي على العُذّال ما يتركونني بِغمِّي، أما في العَاذِلِين لبِيبُ يقولون لو عزيت قلبك لا رعوى فَقلْتُ وَهَلْ لِلعَاشقِينَ قُلُوبُ دعاني الهوى والشّوق لمّا ترنّمت هَتُوفُ الضُّحَى بَيْنَ الْغُصُونِ طرُوبُ تُجَاوِبُ وُرْقاً إذْ أصَخْنَ لِصَوْتِهَا فَكُلٌّ لِكُلٍّ مُسْعِدٌ وَمُجيبُ فقلت حمام الأيك مالك باكياً أَفارَقْتَ إلْفاً أَمْ جَفاكَ حَبِيبُ تذكرني ليلى على بعد دارها وليلى قتول للرّجال خلوب وقد رابني أنّ الصّبا لا تجيبني وقد كان يدعوني الصّبا فأجيب سَبَى القلْبَ إلاَّ أنَّ فيهِ تَجلُّداً غزال بأعلى الماتحين ربيب فكلم غزال الماتحين فإنّه بِدَائِي وإنْ لَمْ يَشْفِنِي لَطَبِيبُ فدومي على عهد فلست بزائل عن العهد منكم ما أقام عسيب لَئن كَثُرَتْ رُقَّابُ لَيْلَى فَطالَمَا لهوت بليلى ما لهن رقيب وإن حال يأس دون ليلى فربّما أتى اليأس دون الشّيء وهو حبيب وَمَنَّيْتِنِي حَتَّى إذَا مَا رَأيْتِنِي عَلَى شَرَفٍ لِلنَّاظِرينَ يرِيبُ صَدَدْتِ وَأشمَتِّ الْعُدَاة َ بِهَجْرِنَا أثابَكِ فِيمَا تَصْنَعِينَ مُثيِبُ أُبَعِّدُ عَنْكِ الْنَّفْسَ والنَّفْسُ صَبَّة ٌ بِذكْرِكِ وَالمَمْشَى إليْك قَرِيبُ مخافة أن تسعى الوشاة مظنة وأُكْرمكُمْ أنْ يَسْتَريبَ مُريبُ أما والذي يبلو السّرائر كلّها ويعلم ما تبدي به وتغيب لقد كنت ممّن تصطفي النّفس حلة لَهَا دُون خُلاَّنِ الصَّفَاءِ حُجُوبُ وَإنِّي لأَسْتَحْيِيكِ حَتَّى كَأنّما عليّ بظهر الغيب منك رقيب تلجين حتّى يذهب اليأس بالهوى وَحَتَّى تَكادَ النَّفْسُ عَنْكِ تَطِيبُ سأستعطف الأيام فيك لعلها بِيَوْمِ سُرُوري في هَوَاك تَؤُوبُ ذكرتك والحجيج لهم ضجيج بمكّة والقلوب لها وجيب فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلدٍ حَرامٍ بِهِ واللّه أُخْلِصَتِ القلُوبُ أتوب إليك يا رحمن ممّا عملت فقد تظاهرت الذّنوب فأما من هوى ليلى وتركي زِيارتَها فَإنِّي لا أَتوبُ وكيف وعندها قلبي رهين أتوب إليك منها أو أنيب أَحِنُّ إلى لَيْلَى وإنْ شَطَّتِ النَّوَى بليلى كما حن اليراع المنشب يقولون ليلى عذبتك بحبّها ألا حبذا ذاك الحبيب المعذّب