المخدّرات المخدّرات هي كل ما يُذهب العقل من مواد كيماويةٍ تسبّب النوم، أو النعاس، أو فقدان الوعي المصاحَب بتسكينٍ للألم سواء الجسدي أو النفسي عند الشخص المتعاطي، ويصل الشخص لما يعرف بالإدمان وهي مرحلةٌ تعني عدم القدرة على الاستغناء عن هذه المواد أو تركها بصعوبةٍ شديدةٍ جداً وفي أحيانٍ قد تكون مستحيلة، كما أنها تدمر جسم الإنسان من الداخل وتضرّ أضراراًَ شديدةً بعقله وتسبب له الإعياء والغياب الدائم عن واقعه، ويعدّ الكوكايين والهيروين من أشهرها وأكثرها شيوعاً، بالإضافة إلى المنوّمات والمهلوسات وغيرها، وكثر انتشارها في وقتنا الحاضر في شرائح المجتمع المختلفة عموماً ويتركز الأمر في فئة الشباب على وجه الخصوص. أسباب إدمان المخدّرات تقف العديد من الأسباب وراء دخول الفرد عالم المخدّرات: رفاق السوء أبرزها، فالفضول الذي يعتري الشخص إزاء ما يقوم به أصدقاؤه وإلحاحهم المستمر يدفعه لتجربتها، ثمّ الإدمان عليها. الفراغ مع قلّة أو عدم وجود أماكن لقضاء الوقت فيما يفيد تدفع بالشخص للانحراف لطريق المخدّرات. التقليد، إذ يلجأ العديد من الأشخاص لمحاكاة التصرفات السيئة لمن حولهم اعتقاداً منهم بأنّ هذا يضفي الرجولة عليهم أمام الجميع ويكثرهذا الاعتقاد في أوساط المراهقين، الذي يسعون طوال الوقت لإبراز شخصيةٍ مستقلةٍ أمام الأهل والآخرين. السهر لأوقاتٍ متأخرةٍ خارج المنزل بدون وجود رقابةٍ من الأهل تشجع الشخص على القيام بالأفعال المشينة مثل تعاطي المخدّرات. كثرة المال في أيدي بعض الشباب إلى تجربة كل شيءٍ ما دام قادراً على امتلاكه وشرائه والحصول عليه. الهروب من الواقع ومشكلاته وهمومه، فالمتعاطي يتحجج بقسوة واقعه طوال الوقت وبالتالي يتعاطى المخدّرات كردة فعلٍ على هذه القسوة وعدم القدرة على احتمالها. غياب اهتمام الوالدين، وبالتالي فإنّ الابن لا يشعر بالمسؤولية تجاه أفعاله، فيتصرف كما يحلو له ما دام لن يعاقب. إدمان أحد الوالدين أو كليهما يجعل منهما قدوة للابن، يفعل ما يفعلانه دون الاعتقاد بخطأ ما يفعل، وأن لقسوتهما على الأبناء عظيم الأثر السلبي عليهم. يجدر بالذكر أنّ غياب التوعية المجتمعيّة عن طريق المؤسسات والمنشورات والندوات في المدارس والمراكز والجامعات، بالإضافة إلى غياب دور الإعلام حيث أنه من أهم الأدوار مجتمعياً على صعيد القضاء على الظواهر السلبية المدمرة للفرد والمجتمع، وغياب دور الدولة من حيث عدم ضبط المهربين وبائعي ومروجي المخدّرات وغيرها من المواد الخطيرة وعدم الرقابة على استخدام بعض الأدوية والعقاقير، من شأنها مجتمعةً أن تسير بالمجتمع نحو طريق الهلاك والدمار.