كرهتك أيَّتها المعاصي!!
هذه كلمات انبعثت من قلب تائب، كان أسيراً للمعاصي يوماً ما، لكنه نجح في الهروب من أسرها، فأرسل إليها هذه الكلمات قائلاً :
كرهتك أيَّتها المعاصي . .
لأنك خدعتني بلذّة متعتك العاجلة التي توهمت في تجرعها أملاً بالحصول على السعادة، غير أنها أورثتني الشقاء، بعدما اكتشفت أنني ما تجرعت سوى غصَّة شوكٍ قد نشبت في صدري؛ فضيقت منافذه، وجعلت الكآبة هي كل ما يسيطر على حياتي ووجداني!!
كرهتك . . لأنك قوَّيت عجزي، وأوهنت عزيمة الخير في قلبي، فجعلتيني ذليلاً، استشعر ذلي وهواني في قرارة نفسي!!
كرهتك . . لأنك أظلمت قلبي، حينما أطفأت نور الإيمان في جنباته، وأشعلتي جمر وساوس الشيطان في صدري!!
كرهتك . . لأنك حرمتيني رزق ربي، فضاقت علي الدنيا بما رحبت، وهانت في أعين الناس مكانتي ومنزلتي!!
كرهتك . . لأنك نذير الشؤم إلى نفسي، والسبب في كل نازلةٍ تقع عليًّ في دربي!!
كرهتك . . لأنك أذهبت بغفلتك نور بصري وعقلي، فضللت الطريق المؤدية إلى رضوان ربي!!
كرهتك . . لأنك ضيعت أيام عمري، وقد كان بإمكاني استثمارها في مرضاة ربي!!
كرهتك . . لأنك مكَّنت عدو الله من نفسي!! فأطعته وقد حذرني منه ربي!!
كرهتك ولن أرجع إليك ما حييت . . فلقد فتح لي ربي أبواب رحمته، فما كان من سوء أفعالك . . قد محوته بإذن الله بصدق توبتي، واغتنامي لرحمات ربي!!
وها أنا الآن أنعم بين إخواني بطاعة الله!!
فمرحباً بك نسمات الطاعة الجميلة!!
فأنت أنسي . . ودليلي إلى رحمات ربي!!
واشهدي أيام حياتي . . بل ودوِّني شهادتك عند دخولي قبري!!
أنني قد كرهتك أيَّتها المعاصي . . وجعلت عداوتك نصب عيناي ما حييت!!
بل . . وحتى ألقى ربي!