بسم الله الرحمن الرحيم
نعيش
في الدنيا ولنا فيها احتياجات كثيرة، ولكن من منا وهو يعيش في هذه الدنيا
يكون همه وشغله الشاغل الجنة؟ ومن يعيش ويتخيل أنه في الجنة والأحداث التي
ستحدث يوم القيامة .. وهنا يسألني البعض وماذا يفيد ذلك الاحساس؟
وأقول:
سيفيد استشعارك أن هناك يوماً للحساب وهناك جنة؛ أن ترتقي بأخلاقك وتحافظ
علي تعاليم دينك.. وليتضح المعني أكثر مع قصة من الهدي النبوي الشريف لأنس
بن مالك الذي عاش هذا الاحساس بقوة وبكل مشاعره..
عندما قابل النبي -صلي
الله عليه وسلم- وقال له: هل ستشفع لي يوم القيامة؟ فقال له النبي-صلي
الله عليه وسلم- : نعم يا أنس أشفع لك يوم القيامة، فعاش الاحساس مباشرة،
وسأل النبي-صلي الله عليه وسلم- : أين ألقاك يوم القيامة يا رسول الله؟
أعطني موعد ومكان محدد؟ فقال له النبي-صلي الله عليه وسلم- : عند الصراط
فقال له : يا رسول الله سيكون زحاماً شديداً، أفرأيت إن لم ألقاك؟ ماذا
أفعل؟ ستجدني عند الميزان، قال يا رسول الله الأمر شديد عند الميزان،
أفرأيت إن لم ألقاك هناك؟ قال -صلي الله عليه وسلم- : يا أنس إن لم تلقني
عند الصراط ...ولا
عند الميزان، فسنلتقي عند باب الجنة؟ فقال أنس وكيف أجدك؟ فقال له -صلي
الله عليه وسلم- : يا أنس لن تفتقدني في أحد هذه الأماكن الثلاث فقال أنس:
فاستبشرت بذلك.. فهل تتخيل معي أن النبي -صلي الله عليه وسلم- يعطي ثلاث
مواعيد وثلاث أماكن لأنس!!
فهل منا من يتعلق بيوم القيامة لهذه الدرجة؟ وهل منا من تواعد مع أبيه وأمه وأشقائه وأصدقائه وقال لهم موعدنا علي باب الجنة؟
تعلقك بالجنة ولقاء الله عزوجل والنبي -صلي الله عليه وسلم- تحقق لك أجمل بسمة أمل.