الباحث عن السعادة
________________________________________
فالكل يبحث عن السعادة المؤمن والكافر هي الهدف الأسمى الذي يسعى الناس منذ القدم الى تحقيقه والوصول اليه .
حار الناس في السعادة هل هي في المال وعند أصحابه؟
أم هي في المنصب والجاه والحسب والنسب؟
أم هي الصحه والسلامه؟
أم هي في الشهره والصيت من فن وتمثيل ولعب كره وغيرها ؟
لو قلنا أنها في المال فالسعداء هم الأغنياء ولكن هيهات كم من غني يشكو الحزن والقلق والخوف على ماله فأصبح المال نقمه وكم هم قتلى المال فنكبات سوق
الأسهم والخسائر كم قضت على رجال كان همهم جمع المال أصبحوا ولم يمسوا وأمسوا ولم يصبحوا .
ولو قلنا إنها في الجاه والملك والسلطان فيتبادر للذهن أنه لا يوجد بينهم حزين وكئيب وتعيس والواقع يقول غير ذلك فهم أكثر الناس خوفا وأكثر الناس أعداء يخافون على ملكهم ويعاديهم كل طامع حالم في الملك محاطون بالأعداء عدد الأصدقاء وربما يزيد.
ولو قلنا أنها في الصحة والسلامة تنافي الواقع فكم من مريض سعيد وكم من مبتلى رضي بقضاء ربه يجد سعادة عظيمة ترافق مرضه
وكم مصاب سعيد بفقد عضو من جسده !
وكم معافى وهم كثر تعساء ناقمون قلقون لا يتذوقون طعم السعادة .
ولو قلنا أنها في الشهرة والصيت في الفن وغيره فهم أكثر الناس تعاسة يتظاهرون بالسعادة وهم أتعس الناس وأشقاهم فالفنان يخاف أن يأتي اليوم الذي يتوارى فيه عن الأضواء فهو في خوف وقلق دائم كثير المشاحنات والعداوات يخاف من مجرد مرور الزمن وتقدمه في العمر ثم تطوى صحيفة شهرته فينتهي فهو يسير وراء سراب كلما اقتراب منه أزداد بعدا.
قال تعالى:"كم تركوا من جنات وعيون(25 ) وزروع ومقام كريم(26) ونعمة كانوا فيها فاكهين(27) كذلك وأورثناها قوما آخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين "سورة الدخان .
السعادة : هي الإيمان والعمل الصالح في أي مكان كان العبد وعلى أي حال كان وجدها كثير ممن طرقوا هذا الباب ممن الهجوا ألسنتهم في الذكر وساروا في دروب الخير من صدقة وصيام وأمر بمعروف ونهي عن منكر ، وجدها إبراهيم عليه السلام في ترك ابنه وأمه وحيدين في الصحراء ووجدها عند مسائل ابنه ليذبحه
ووجدها يونس وهو في بطن الحوت عندما اشتغل بالذكر والتسبيح حين قال: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
ووجدها محمد صلى الله عليه وسلم وهو يدعو وُيصدمن صناديد قريش ويعذب هو وأصحابه رضوان الله عنهم .
ووجدها كثير من تابعهم كالإمام أحمد بن حنبل وابن تيميه .
ووجدها إبراهيم بن أدهم عندما قال وهوينام في الطرقات لا يجد ما يأكل:
(والذي لا إله إلا هو إنا في عيش ؛لو علم به الملوك لجلدونا عليه بالسيوف)
ووجدها كثير في زماننا من ابتعد وعن الفضائيات وحرّموا الدش في بيوتهم.
السعادة لا تكون إلا لأصحاب الإيمان والعمل الصالح وهؤلاء هم السعداء حقا.فمن مللك المال بلا إيمان وعمل صالح "فأن له معيشة ضنكا " ومن ملك الإبداع والموهبة بلا إيمان وعمل صالح "فأن له معيشة ضنكا " .
أيها الباحثون عن السعادة إنها في ذلك الصراط المستقيم إن خريطة الوصول إليها في كتاب كريم محكم الآيات هو القرآن العظيم ، وفي ثنايا السنة تجد إشارات تسرع بك أيها الساعي إلى السعادة الدنيوية ومن بعدها سعادة الخلود في جنات عدن السعادة الدائمة والله المستعان على كل أمر وفي كل آوان ومكان
العلم ان هذه البضاعة ليس لها سوق
واملي في ربي كبير ان اجد مشتري على الطريق سائر
سائر الى الله