غيّب الموت الكاتب الكبير محمود سالم أحد أشهر رواد أدب المغامرات في مصر والعالم العربي أمس الأول الأحد عن عمر 84 عامًا، أصدر خلالها عددًا كبيرًا من سلاسل الكتب البوليسية والألغاز للأطفال والشباب كان أبرزها «المغامرون الخمسة»، كما قدم للأطفال السيرة النبوية في شكل مبسط وواضح. وأصدر سالم ما يزيد على 300 كتاب يضم مغامرات الشياطين الـ 13 والمغامرين الخمسة، وتحولت إحدى المغامرات الأولى إلى فيلم سينمائي بعنوان «الشياطين» عام 2007 من إخراج أحمد أبوزيد، كما تحولت سلسلة المغامرين الخمسة إلى مسلسل رسوم متحركة يعرض في شهر رمضان بنفس الاسم، وهو أول من كتب قصص «الجيب» في مصر.
ولد محمود سالم في 20 مارس عام 1929، وبدأ تعليمه في الكتاب كما كان متبعا في تلك الفترة، وبعد ذلك تنقل ما بين كليات الحقوق والآداب والخدمة الاجتماعية، ودخل عالم الصحافة كمحرر في أول مجلة تصدرها الثورة عام 1953 وهي «التحرير»، ليترأس بعدها تحرير مجلة «الإذاعة والتليفزيون»، ووقتها بدأ في كتابة سلسلة المغامرين الخمسة كمغامرات صغيرة ضمن مجلة «سمير»، وبعدها بدأ نشر الألغاز كأعمال مستقلة عام 1968، وتخصص في أدب الطفل، كما قدم للأطفال السيرة النبوية في شكل مبسط وواضح.
ومحمود سالم كاتب مصري تخصّص في أدب الطفل من خلال السلاسل البوليسية أهمها سلسلة «المغامرون الخمسة» وأبطالها تختخ ولوزة وعاطف ومحب ونوسة الذين رافقوا أجيالا متعاقبة.
يقول الراحل عن نفسه: تربيت حتى الرابعة عشرة من عمرى على شواطئ البحار والبحيرات بحكم عمل أبي في مصلحة السواحل ومصائد الأسماك طفلًا منعزلًا وحيدًا يعيش عالمه الخاص بعيدًا عن البيت.. كنت أخرج وحيدًا ومعي في رحلتي اليومية سنارة لصيد السمك. وفخاخ لصيد العصافير. وصبر في انتظار السمكة والعصفور وخيال بجوار عصا طويلة أربط في نهايتها علمًا أبيض تتوسطه دائرة سوداء كعلم القراصنة.. وكان طعامي طول النهار من البلح المتساقط على تلال شواطئ بحيرة «أدكو «.. أو من الجميز والتوت من أشجار شواطئ بحيرة «المنزلة».. أو من الطماطم والخيار من الحقول المجاورة لبحيرة «قارون» أو البطيخ القادم من تلال بحيرة «البرلس».
كما كان يتحدث عن بداية حياته قائلًا: لقد بدأت أقرأ مبكرًا جدًا.. وكما كنت أصطاد السمك والعصافير كنت أصطاد الكتب من كل مكان يمكن أن توجد فيه ثم جاءت فترة المران الكبرى أيام الحرب العالمية الثانية وكنا في «الإسكندرية» عندما أصيب أبي أثناء عمله بشظية قنبلة اقتضت إجراء عمليات في عينيه وظل مربوط العينين شهورًا طويلة وكان لا بد من أحدنا أخى الأكبر «محمد» أو أنا أن يقرأ صحف اليوم له.. وكل منا يريد أن يهرب من هذه المهمة المرهقة التى تمتد لساعات.. ولما كنت الأصغر فقد كنت الأضعف أدخل يوميًا تقريبًا لأقرأ لأبي «الأهرام المصري» و«روزاليوسف» و«المصور» وقد ينام وأنا أقرأ فلا اعرف وأستمر حتى موعد الغداء تقريبًا. ولم أكن أدرى أيامها أنني أخوض تجربة من أهم تجارب حياتي فقد أصبحت القراءة هي متعتي الأولى لا أعدل بها متعة أخرى.. وقد حفظت معارك الحرب العالمية الثانية كلها تقريبًا وأسماء قادة الحرب وبعد سنوات طويلة ترجمت موسوعة الحرب العالمية الثانية بطلب من دار الكلمة في «بيروت» في أحد عشر جزءًا فلم تأخذ مني وقتًا ولا جهدًا. وهكذا فقد بدأت الرحلة في قلب المعاناة وكثيرًا ما يأتي الحظ الطيب من خلال العمل الشاق