هل عرفت الله حقا؟
هل تراني تجاوزت تلك المرحلة بالفعل
ولا يجب على أن أكتب ما سأكتب الأن
..لا أدري
.غير أني أشعر برغبة حقيقية في أن أخط رسالة إلى الله وأعلم يقينا أنها وصلت إليه عز وجل من قبل أن أخطها ها هنا
..يارب
منذ أن أتيت إلى الدنيا وأنا أسمع عنك من أبي وأمي ، فيوم ولدت قالوا ما شاء "الله" وحملني أبي بين ذراعيه مبتسما
وفي أذني اليمنى كان يناجيك "الله"أكبر ويشهد في أذني اليسرى أن لا "إله" إلا أنت
وعليها كنت أخطو خطوتي الأولى في الحياة وعليها عشت بضع وعشرون عام وأنا أعرف أنك "إلـه" واحد بيده الأمر كله ، وإليه يرجع الأمر كله .
أنت خلقتني وصورتني ويوم تعلمت الصلاة عرفت معها شئ جديد يسمى دعاء ومناجاة ، كيف يكون الحديث بين العبد وربه أحمدك فترد علىّ ،
أثني علي عظمتك فتفاخر بي بين الملائكة ، أسألك في الصلاة فلا ترد يدي أبدا خائبة بل تجيب .
علمني أبي كيف أقف أمامك خاشعة في محراب صلاتي ، وعلمني كيف أرفع يدي إليك بالسؤال أطلب حاجتي منك وحدك
فتارة تقضي فأسجد لك شاكرة باكية ، ومرة أخرى لا تقضى... فالحمدلله
علمني أبي وتؤمن على حديثه أمي أن الدعاء ليس دائما يجاب ، فهناك دعاء يجيبه الله عاجلا ، ودعاء يحفظه عنده ويؤخر جوابه ، وهناك دعاء يدخر لي جوابه يوم ألقاه..
لكنه علمني دوما أنك لا تنسى عبادك وأن ما عندك أكبر مما نطلب ، علمني أن لديك لا تضيع الأمنيات ، تؤجل نعم ، تدخر نعم ، لكنك أبدا لا تنساها..
علمني أبي وأرى أمي لما يقول تبتسم ، هناك دعاء لا يجاب ياإبنتي، ولكن قد يأتي عكسه !
علمني أبي كيف يكون الحب بين العبد وربه
كيف يكون التأدب بين العبد وربه
ولما أتى إلى المنزل بلوحة خشبية أحتفظ بها الأن ضمن أثمن أشيائي محفور عليها 99 اسم هم لك
علمني أبي أن تلك أسماؤك فكنت أضحك وأقول " لله " " أسماء " حسنى وأفتخر أن اسم اختاره لي أبي يقترن دوما بلفظ الجلالة ويرد في القرآن كثيرا مع أسمائك تباركت وتعاليت..
علمني أبي أنك "قريب" وأنك" سميع رحيم" وأنك " ودود " جبّار"
أنك علىّ أحن منه وهو من هو بالنسبة لي من حنان واحتواء
كنت بعقلي الصغير اسأل كيف يكون "الله" أحن من أبي غير المماثل في حنانه أحد علىّ..!
علمني أبي أن " الله " لا يقارن بأحد وأنه الأقرب من أي أحد..
علمني أن إرادتك لما يكون هي التي تقدر لعبيدك وأن دعاء قد أرى فيه خيري قد يكون في طياته الشر لي فتعافيني منه
يقول لي أبي هنا تعلمي كيف تسلمين لله مرك ، كل أمرك
فأمره يا ابنتي كله خير .. إن أصابتك سراء تعلمي الشكر
وإن أصابتك ضراء تعلمي الصبر
وفي كلاهما تلمسي رحمة منزلة من رب العالمين