منتخب مصر للشباب يتأهل إلى كأس العالم بتركيا بفوز "عنيد" على نظيره الجزائري
- تأهل منتخب مصر للشباب لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم التي تستضيفها تركيا صيف العام الحالي، وذلك بتغلبه على نظيره الجزائري بهدف نظيف في اللقاء الذي جمع بينهما مساء اليوم في قمة مباريات الجولة الثانية للمجموعة الأولى لبطولة الأمم الآفريقية للشباب والتي تستضيفها الجزائر، بعدما ضمن تأهله إلى الدور قبل النهائي لبطولة.
وجاء الفوز الثاني على التوالي لمنتخب"الفراعنة" في البطولة، بعد أن كان قد إجتاز نجوم غانا في الجولة الأولى، ليرفع رصيده إلى 6 نقاط كاملة في صدارة المجموعة الثانية وضمن التأهل إلى الدور قبل النهائي، بغض النظر عن نتيجة مباراته الأخيرة في المجموعة أمام منتخب بنين، ليترك الصراع على بطاقة التأهل الثانية بين المنتخبات الثلاث ( الجزائر وبنين وغانا)، فيما حجز المنتخب المصري أول بطاقة تأهل إلى مونديال الشباب من بين البطاقات الأربعة المخصصة لفرق قبل نهائي البطولة الأفريقية، علما بأن المنتخب الجزائري كان قد تعادل في مباراته الأولى أمام بنين.
أحرز هدف مصر الوحيد "المدافع" رامي ربيعه (ق43)، وشهدت المباراة بعض لحظات التوتر والسخونة كطابع مباريات المنتخبين في مختلف الفئات السنية، وفي كل البطولات، وأستكمل المنتخب المصري الدقائق الخمس الأخيرة من اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد لاعبه "البديل" محمود حماد لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية.
وغلب الاداء التكتيكي والإلتزام بتعليمات المدربين على الشوط الأول، حيث وضح الإندفاع الهجومي للخضر في محاولة لإستغلال ميزة الملعب والمؤازرة الجماهير الكبيرة، في الوقت الذي كان أداء الفراعنة أكثر حرصا دفاعيا وهجوميا، ولكنه كان أكثر فاعليه على مرمى "نسيم" حارس مرمى المنتخب الجزائرى، في الوقت الذي نجح منتخب الفراعنة في تسيير اللقاء مثلما أراد في الشوط الثاني، وكان من الممكن أن يضاعف النتيجة، وساعده على تفوقه تألق حارس مرماه مسعد عوض، علاوة على توتر لاعبي الجزائر بمرور الوقت.
البداية جاءت خضراء في محاولة لهز الشباك المصرية مبكرا، خاصة عن طريق إنطلاقات لاعبين سريعين هما محمد الأمين بن خماسة، وزين الدين فرحات، من على الإطراف، ولكن إلتزام مدافعي مصر بإداء الواجبات الدفاعيه وعدم التقدم نحو الهجوم لم يمنح المنتخب الجزائري المساحة التي كان ينتظرها الفرنسي جون مارك نوبيلو مدرب الخضر.
في المقابل وضحت تعليمات ربيع ياسين مدرب الفراعنة إلى لاعبيه بعدم الإندفاع نحو ملعب المنتخب الجزائري، وتحين الفرصة في تشكيل هجمات مرتدة سريعه، إستغلال لمهارة المثلث الهجومي المكون من صالح جمعه وأمامه الثنائي أحمد حسن "كوكا" ومحمود تريزيجه، في ظل إندفاع أخضر متوقع لتعويض تعادله في أولى مبارايته أمام بنين.
وعبر المنتخب المصري عن رغبته الهجومية في الدقيقه 7 بمحاولة توغل من صالح جمعه داخل منطقة الجزائر، ولكنه يسقط ويحصل على بطاقة صفراء للتحايل، وبعدها بدقيقتين سدد أحمد رفعت تصطدم بأحد المدافعين وكادت أن تغير إتجاهها ولكنها علت العارضة مباشرة.
وتظهر خطورة إنطلاقات المنتخب الجزائري خاصة عن طريق زكريا حدوش، والمشاكس زين الدين فرحات، حامل لواء معظم الهجمات الخضراء الخطرة، والذي كاد أن يسجل من توغل خطير في الدقيقة 21 ولكنه سدد في يد الحارس المصري مسعد عوض.
لم يكن مرور الوقت دون إهتزاز للشباك المصرية إلا دافعا لتفوق منتخب الفراعنة ، وهبوطا نسبيا في السيطرة النظرية للمنتخب الجزائري، ومثلت الكرات العرضية داخل منطقة جزاء الأخضر خطورة واضحة في ظل عدم رقابة على مهاجمي مصر، فيسدد أحمد رفعت رأسية بدون رقابة في يد الحارس الجزائري نسيم في الدقيقة 27.
ويزداد التواجد الهجومي المصري في نصف الملعب الجزائري، خاصة في ظل نشاط ملحوظ للجبهة اليسرى التي يشغلها أسامه إبراهيم الذي يمرر كرة عرضية خطيرة، ولكن تمر من مهاجمي منتخب مصر اللذين يفشلا في تسديدها على الترتيب، وتعقبها تسديدة من صالح جمعه فوق المقص الأيمن مباشرة لمرمى نسيم.
وينجح المنتخب المصري في إستغلال نقطة ضعف الدفاع الجزائري المتمثل في الكرات العرضية، ويصطاد المدافع رامي ربيعه المتواجد داخل منطقة الجزاء دون رقابة الكرة ويسددها بإتقان على يمين الحارس الجزائري نسيم محرزا هدف مصر الوحيد في الدقيقة 43.
يدخل المنتخب الجزائري الشوط الثاني برغبة عارمة في تصحيح أوضاعه، خاصة وأن الخسارة تعني له ضياع حلم كبير، ووضحت تعليمات نوبيلو للاعبيه بضرورة التسديد من خارج المنطقة ومحاولة اللعب السريع لإختراق دفاعات المنتخب المصري من العمق.
وكانت المحاولة الأولى من عبد الرحمن الصايدي الذي مر من أكثر من مدافع مصري على حدود المنطقة، وسدد كرة خطيرة ولكنها أرتطمت وخرجت بجوار القائم الأيسر مباشرة إلى ركنية في الدقيقة 50.
ويرد ربيع ياسين مدرب مصر بمحاولة لتهدئة رتم اللقاء من خلال السيطرة على منطقة المناورات، وعدم المخاطرة بتغليب الشق الهجومي، وذلك للسيطرة على ثورة الأداء الجزائري، فيدفع بمحمد عبد المنعم "كهربا" بدلا من أحمد رفعت، ومحمود حماد بدلا من أسامة إبراهيم.
يلجأ المنتخب الجزائرى إلى سلاح التسديد القوي من خارج المنطقة سواء من زكريا حدوش أو زين الدين فرحات، في محاولة لفك طلاسم الدفاع المصري المتمركز بشكل سليم، ولكن معظم التسديدات طاشت أو وجدت طريقها ليد مسعد عوض حارس المنتخب المصري الذي تألق في اللحظات الحاسمة.
بمرور الوقت يزداد توتر لاعبي الجزائر ويفقدوا تركيزهم، بينما تزداد ثقة لاعبي مصر من خلال كثرة التمريرات في وسط الملعب، لكن دون تهديد حقيقي لمرمى نسيم مثلما كان الحال في الشوط الأول، ولكنه كان أمر كفيل بتحقيق طموح الفراعنة.
وكاد البديل الجزائري توماس محمد أن يدرك التعادل من خطأ مشترك بين الدفاع والحارس المصري، ولكن الكرة تهرب منه، وفي الدقيقة الأخيرة كان صالح جمعه أن يحرز الهدف الثاني من إنفراد تام ولكن الحارس الجزائري يتصدى للكرة ببراعة، وترتد الكرة لهجمة خضراء يحاول البديل المصري محمود حماد إيقافها بقوة، فيحصل على البطاقة الصفراء الثانية، ويستكمل المنتخب المصري 5 دقائق من الوقت الضائع بعشرة لاعبين دون جديد ليتأهل الفراعنة إلى دور الثمانية وإلى نهائيات كأس العالم.