رد المنتخب الأسباني لكرة القدم على المشككين في مستواه واستعاد الفريق
نغمة الانتصارات في التصفيات الأوروبية لنهائيات كأس العالم 2014 بأغلى فوز
له منذ فترة طويلة حيث أسقط المنتخب الفرنسي في عقر داره بهدف نظيف اليوم
الثلاثاء ضمن فعاليات المجموعة التاسعة في التصفيات.
واستعاد المنتخب الأسباني صدارة المجموعة رافعا رصيده إلى 11 نقطة بفارق
نقطة واحدة أمام نظيره الفرنسي قبل آخر ثلاث جولات من فعاليات هذه
المجموعة.
وقطع المنتخب الأسباني ، حامل لقبي كأس العالم وكأس أوروبا بعدما اقترب
خطوة مهمة من حجز بطاقة التأهل المباشر من هذه المجموعة إلى النهائيات
بينما أصبح المنتخب الفرنسي هو الأقرب لحجز المركز الثاني وخوض الملحق
الأوروبي الفاصل.
وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي ثم سجل بدرو رودريجيز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 58 .
وازداد وضع المنتخب الفرنسي سوءا في الدقيقة 78 بطرد لاعبه بول بوجبا
لنيله إنذارين في غضون ثلاث دقائق فقط علما بأنه خاض اليوم المباراة
الدولية الثانية فقط له مع الديك الفرنسي.
وخاض الفريقان مباراة اليوم بشعار "حياة أو موت" على ملعب "استاد دو
فرانس" بالعاصمة الفرنسية باريس في صراع حقيقي على بطاقة التأهل المباشرة
من هذه المجموعة.
ولم يكن أمام المنتخب الأسباني أي فرصة لفقدان أي نقطة في مباراة اليوم
لإنعاش فرصته في التأهل المباشر إلى النهائيات بعيدا عن المجازفة ومخاطر
الملحق الأوروبي الفاصل.
وكان المنتخب الأسباني بحاجة ماسة لهذا الفوز على مضيفه لاستعادة صدارة
المجموعة بعدما سقط الماتادور في فخ التعادل 1/1 في مباراتيه الماضيتين
بالتصفيات على ملعبه أمام نظيريه الفرنسي في تشرين أول/أكتوبر الماضي
والفنلندي يوم الجمعة الماضي.
وبعد سقوطه في فخ التعادل المخيب للآمال أمام ضيفه الفنلندي يوم الجمعة
الماضي ، تراجع المنتخب الأسباني إلى المركز الثاني في المجموعة برصيد
ثماني نقاط بفارق نقطتين خلف نظيره الفرنسي الذي اعتلى القمة بعد أربع
مباريات لكل من الفريقين في هذه التصفيات قبل أن يستعيد الماتادور الأسباني
الصدارة اليوم في عقر دار الديوك الزرقاء.
وجاء الفوز اليوم ليخفف الضغوط الواقعة على الماتادور الأسباني الفائز
بلقب آخر نسختين كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008 ويورو 2012) وبلقب كأس
العالم 2010 ويعزز فرصة الفريق في التأهل للمونديال.
ولم يخسر المنتخب الأسباني أي مباراة في تصفيات بطولة كبيرة منذ هزيمته صفر/2 أمام السويد في تصفيات بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا.
وبدأ المنتخب الفرنسي اللقاء بنشاط هجومي مكثف بغية تسجيل هدف مبكر ولكن
الدفاع الأسباني تعامل مع هذه المحاولات بهدوء وحذر ونجح في امتصاص حماس
البداية خاصة وأن هجمات الديوك لم تسفر عن خطورة حقيقية.
وكانت الفرصة الخطيرة الأولى في المباراة من نصيب المنتخب الأسباني اثر
هجمة سريعة في الدقيقة الخامسة مرر منها أندريس إنييستا الكرة بينية متقنة
إلى ناتشو مونريال الذي لعبها عرضية زاحفة من الناحية اليسرى لتجد قدم
تشافي هيرنانديز الخالي من الرقابة على بعد خطوات من المرمكى ولكنه لعبها
بغرابة شديدة فوق العارضة.
ورد كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الأسباني والمنتخب الفرنسي بعدها
بدقيقتين فقط حيث تسلم الكرة وسط خمسة من مدافعي أسبانيا واستدار بهدوء
ولعب الكرة زاحفة ولكن خارج الملعب على يمين حارس المرمى فيكتور فالديز.
وتدخل جيرارد بيكيه في الوقت المناسب ليوقف هجمة فرنسية خطيرة في
الدقيقة التاسعة ويبعد الكرة من أمام ماتيو فالبوينا إلى ضربة ركنية لم
تستغل جيدا.
وتكررت المحاولة الفرنسية في الدقيقة 15 اثر هجمة سريعة وصلت منها الكرة
إلى كريستوف جاليه الذي تقدم بالكرة من الناحية اليمنى ثم مررها عرضية
زاحفة إلى بنزيمة الذي أطاح بها من حدود منطقة الجزاء لتمر فوق العارضة.
وكاد تشافي يضع الماتادور في المقدمة اثر تمريرة من إنييستا في الدقيقة
17 قابلها تشافي بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء ولكن الكرة مرت بجوار
القائم مباشرة لتضيع فرصة خطيرة للضيوف.
وتوالت المحاولات الهجومية من الفريقين في الدقائق التالية ولكنها تحطمت خارج منطقتي الجزاء ولم تشكل أي خطورة على المرميين.
وتغاضى الحكم عن احتساب ضربة جزاء للمنتخب الأسباني في الدقيقة 31 اثر
تمريرة متقنة عالية من تشافي إلى بدرو الذي تسلم الكرة بمهارة على حدود
منطقة الجزاء وتقدم بها قبل أن يعيقه حارس المرمى ليسقط نجم برشلونة داخل
المنطقة ولكن الحكم أشار باستمرار اللعب لترتد الكرة إلى هجمة فرنسية لم
تسفر عن شيء.
وأشهر الحكم بطاقة صفراء في وجه تشافي للاعتراض على قراراته.
وأهدر ديفيد فيا فرصة ذهبية في الدقيقة 35 عندما وصلت إليه الكرة من
مدافعي فرنسا عن طريق الخطأ ليجد الطريق أمامه مفتوحا نحو المرمى ولكنه
تسرع وسدد الكرة باتجاه الزاوية البعيدة لتخرج إلى جوار القائم على يمين
الحارس.
وبعدها بأربع دقائق فقط ، أنقذ فالديز المنتخب الأسباني من هدف محقق عندما تصدى لانفراد تام من النجم الفرنسي المتألق فرانك ريبيري.
وجاءت الفرصة اثر هجمة سريعة وصلت منها الكرة إلى ريبيري الذي هيأ الكرة
لنفسه وتخلص من المدافع جيرارد بيكيه بلمسة سحرية من رأسه خارج المنطقة ثم
تقدم بالكرة وانفرد بالحارس فالديز تماما ولكن الأخير تقدم بثبات وتصدى
لتسديدة ريبيري قبل أن يتدخل الدفاع.
وواصل المنتخب الأسباني سيطرته الميدانية في الشوط الثاني ولكن هجمات فرنسا شكلت خطورة فائقة أيضا.
وفي الدقيقة 54 ، سنحت الفرصة أمام أسبانيا للتقدم اثر هجمة منطظمة لعب
منها تشافي الكرة إلى تشابي ألونسو الذي مررها إلى إنييستا الذي لعبها
بمهارة ولكن الكرة ذهبت فوق العارضة.
وبعدها بثلاث دقائق ، كاد بنزيمة يحرز هدف التقدم لفرنسا اثر كرة عالية
وصلت إليه ولكنه لعبها برأسه إلى جوار المرمى تحت ضغط من الدفاع.
وأسفرت السيطرة الأسبانية أخيرا عن هدف التقدم الثمين في الدقيقة 58 اثر
كرة وصلت إلى مونريال في الناحية اليسرى حيث تخلص من المدافع جاليه بمهارة
فائقة ومرر الكرة عرضية ليلمسها بدرو رودريجيز وترتطم بالحارس هوجو لوريس
مرتين قبل أن تسكن الشباك.
وأنقذ فالديز فريقه من هدف مؤكد في الدقيقة 64 اثر هجمة سريعة سيطر
خلالها ريبيري على الكرة على حدود المنطقة في حراسة الدفاع الأسباني ثم
مررها عرضية إلى ماتويدي المندفع ليسددها الأخير قوية من حدود المنطقة ولكن
فالديز أمسكها بثبات.