"العمدة" احتل القارة السمراء..قضى على معارضيه..طالته الاتهامات بالفساد ولا يزال صامداً !
نواصل
معاً تقديم الجزء التاسع من "سري للغاية" الذي نناقش خلاله أهم القضايا
الدائرة في الملاعب ، ونخترق كل الحواجز الشائكة بالبراهين ، والأدلة
المنطقية ، وبكل حيادية ، بغية الوصول إلى الحقيقة .
سيُكمل
الكاميروني عيسى حياتو اليوم الأحد عقده الثالث في الاتحاد الأفريقي الذي
يترأسه منذ عام 1987 خلال الانتخابات التي ستُجرى في المغرب باعتباره
المرشح الوحيد .
وعلى مدار 26 عاماً قضاها حياتو في رئاسة الكاف
تحولت أفريقيا التي عُرفت بالممول الأول لكبار نجوم العالم في أوروبا ،
والتي صُنفت كأحد أقوى قارات العالم على مستوى كرة القدم بعد أوروبا إلى
ساحة من الفوضى والمشكلات والشبهات للدرجة التي جعلت بقاء حياتو على رأسها
غاية الآن بمثابة لغز موسم 2013 .
بالسطور القادمة سنستعرض معكم أبرز مشاهد الكاف الكارثية التي مرت على القارة السمراء بالفترات السابقة...
القضاء على المعارضة
تمكن
حياتو بفضل خبرته ودهائه المعهود من إبطال مفعول أقوى منافسيه جاك أنوما
حتى قبل أن يعلن عن نيته في الترشح ، إذ أن الكاميروني وفي إجتماع عُقد في
سبتمبر من العام الماضي في سيشل سارع بتعديل لوائح الاتحاد ليجعل حق الترشح
للرئاسة مُقتصراً على أعضاء اللجنة التنفيذية المنتخبين ، وهو ما ضمن على
إثره خروج رئيس الاتحاد الإيفواري السابق من باب ليس له عودة ، وبطبيعة
الحال فإن الالتماسات الأربعة التي قُدمت للمحكمة الرياضية من قبل ذلك
الآخير لم يتم قبولها على اعتبار أن الكاف هو صاحب الحق الوحيد في إجراء
التعديلات التي يراها مناسبة بلوائحه .
التحكيم
مهازل
تحكيمية فجة شهدتها ملاعب القارة السمراء خلال السنوات الآخيرة بالبطولات
المحلية أو الأفريقية ، وأحاديث عن فساد طال المنظومة التحكيمية بآسرها ،
وهو ما ترجمه الواقع ببطولة الأمم الأفريقية 2013 التي شهدت كوارث تحيكيمة ،
والغريب أن تلك المهازل التحكيمية قد لا نشاهدها إلا في الاحتكاكات
الأفريقية ، فيما نرى غالبية الحكام الأفارقة بالمحافل العالمية على غرار
المونديال بمردود لم نعتد عليه من قبل ، وهو ما يؤكد أن مستوى التحكيم
الأفريقي لا يُعاني إلا من المؤثرات الخارجية من حاكميه .
فوضى المسابقات
القضاء
على المعارضة وانهيار التحكيم لم يكن أسوأ ما فعله حياتو إذ أنه واصل
تخبطه في المسابقات الأفريقية ليذهل العالم بابتكار يحدث ولأول مرة في
تاريخ كرة القدم بإقامة ثلاث بطولات قارية خلال 12 شهراً فقط بعدما أُقيمت
بطولة الأمم الأفريقية 2012 وبطولة الأمم الأفريقية للمحليين وبطولة الأمم
الأفريقية 2013 الآخيرة في عام واحد ، الأمر الذي جعل من القارة السمراء
أضحوكة للعالم .
الميادين الأفريقية
لا
جديد يُذكر فاباستثناء القليل فإن القارة السمراء تحتوي بداخلها على ميادين
قد تُصنف على أنها الأسوأ على وجه الأرض ، فمنذ الولاية الأولى لحياتو
وحتى تلك اللحظة والشكاوي المتلاحقة من جراء ذلك لم تؤت بعد بنتائجها ،
والتجاهل بات عنواناً لمسئوولي الكاف الذين ربما يكونوا غير عاجزين عن
إيجاد الحلول بقدر ما هم غير مهتمين بالقضية ذاتها !
اتهامات بالفساد
الأمر
لم يقتصر عند هذا الحد فقط بل أن ممثل أفريقيا عالمياً أهان سمعتها بشكل
تحدثت عنه عديد الصحف العالمية في العديد من القضايا التي أُثيرت خلال
الفترات الماضية ، نذكر منها على سبيل المثال الحوار الذي نقلته وكالة
"أسوشيتدبرس" الأمريكية للأنباء لداميان كولينز، عضو البرلمان البريطاني
الذي أكد خلاله أن حياتو قد تلقى رشوة قيمتها 1.5 مليون دولار لصالح
التصويت لدولة قطر لاستضافة مونديال 2022 ، وهو الأمر الذي تزامن مع نشر
صحيفة "صنداي تايمز" عدة تحقيقات صحفية موسعة كشفت من خلالهم حصول التاهيتي
رينالد تيماري والنيجيري آموس آدامو عضو اللجنة التنفيذية للكاف بمنطقة
الغرب "ب" على رشاوى لبيع أصواتهم خلال التصويت قبل التصويت على اختيار
الدول المضيفة لمونديالي 2018 و2022 .
كما أن هيئة الإذاعة
البريطانية "بي بي سي" كانت قد تحدثت في فترة سابقة باستفاضة خلال إحدى
حلقات برنامج بانوراما الشهير عن رشوة تلقاها حياتو من إحدى الشركات
الرياضية في التسعينيات .
وقبيل ثلاثة أيام من التصويت على منظمي
مونديالي 2018 (التي فازت به روسيا) و(2022 التي فازت به قطر) كانت قد
فجرت صحيفة "تاقز أنزيقار" السويسرية مفاجأة آخرى مدوية وأحرجت به المسئوول
الأول بالكاف بالإضافة إلى آخرين أمام الرأي العام العالمي ، حينما أكدت
أن بحوزتها وثائق تؤكد حصول 3 أعضاء آخرين من المكتب التنفيذي للفيفا على
رشاوي من وكالة التسويق "أي سي ال" وذلك في الفترة من 1988 إلى 1999 ، وتعلق
برئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عيسى حياتو ورئيس الاتحاد البرازيلي
ريكاردو تاكسياري والبارجواياني نيكولا ليوز رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية ،
من أجل أن تعود إليها حقوق التصرف في المصالح التجارية للفيفا خاصةُ فيما
يتعلق بحقوق البث التلفزيوني لعام 2001 .
الغريب أنه وبرغم كل هذا
لا يزال حياتو صامداً ، ولا تزال القارة السمراء بأسرها خاضعة لسيطرته
"الملوثة" دون أن تحرك ساكناً ، فهل سنعيش حتى نرى اليوم الذي تنتفض فيه
أفريقيا ضد حكم الكاميروني !؟