[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الامام الحسين عليه السلام انتصر في واقعة الطف عندما اوصل الخلافة الالهية الى الامام المهدي عجل الله فرجه
الكلام سيكون ضمن محاور اربع
المحور الاول :
قال تعالى ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم مالاتعلمون)
الاية المباركة جاءت باسلوب الحوار حوار دار بين الله تعالى وملائكته يخبرنا خلالها بمسالة خلافته لعباده وقد حملت معنى التاكيد بقرينة الحرف المشبه بالفعل (ان ) الذي يفيد معنى التاكيد في العربية اي تاكيد مسالة جعل الخليفة في الارض واستمرار هذا الامر في الخلق لان كلمة (جاعل ) اسم فاعل دال على الحال والاستقبال افادت هنا الاخبار فموقعها الاعرابي في الاية خبر (ان ) .
نستدل من الاية ان امر الخلافة هو امر رباني الهي لادخل لاحد من العباد فيه وان تعيين الخليفة في العباد انما هو تعيين من الله تم في العالم العلوي منذ ان اقتضت المشيئة ذلك .
* تعريج على مسالة تنصيب الوصي من قبل النبي(صل الله تعالى عليه واله)
ورد في الرواية عن ابن عباس وجابر قالا :
امر رسول الله صل الله عليه واله ان ينصب عليا للناس ليخبرهم بولايته فتخوف رسول الله ان يقولوا حابى ابن عمه وان يطعنوا في ذلك عليه ، فاوحى الله اليه ( ياايها الرسول بلغ ماانزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فقال رسول الله بولايته يوم غدير خم .
كما ورد في رواية في شواهد التنزيل في الجزء الاول ص 191 عن زياد بن المنذر انه كان يقول كنت عند ابي جعفر محمد بن علي عليه السلام وهو يحدث الناس، اذ قام اليه رجل من اهل البصرة يقال له عثمان الاعشى _ كان يروي عن الحسن البصري فقال له ياابن رسول الله جعلني الله فداك ،ان الحسن يخبرنا ان هذه الاية نزلت بسبب رجل ولايخبرنا من الرجل ( ياايها الرسول بلغ ماانزل اليك ...) فقال لو اراد ان يخبر به لاخبر به ولكنه يخاف .
ان جبرئيل هبط الى النبي صل الله عليه واله الى قوله : فقال :
ان الله يامرك ان تدل امتك على وليهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم ليلزمهم الحجة من جميع ذلك فقال رسول الله يارب ان قومي قريبو عهد بالجاهلية وفيهم تنافس وفخر وما منهم رجل الا وقد وتره وليهم ، واني اخاف _ اي تكذيبهم _ فانزل الله تعالى ( ياايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته _ يريد فما بلغتها تامة _ والله يعصمك من الناس ) فلما ضمن الله له بالعصمة خوفه اخذ بيد علي .
نكتفي بذكر هاتين الروايتين فيما جاء بامر الولاية او الخلافة لعلي عليه السلام بعد النبي صل الله عليه واله وان وجدت عشرات الروايات في هذا الخصوص ، الذي نريد تثبيته هو امر تعيين الخليفة فقد تم في العالم العلوي وبامر الله تعالى وليس بامر احد من العباد لتصبح مسالة السقيفة المشؤومة ساقطة اصلا هذا اولا .
اما ثانيا ، فاننا نستدل منها ان النبي صل الله عليه واله مثلما كلف من قبل الله تعالى بابلاغ القانون الالهي شريعة الله الحقة الاسلام الى العباد والتي جاءت منظمه لامورالكون بكل تفاصيله للحياتين الدنيا والاخرة كذلك كلف بابلاغ امر الخليفة الذي نصبه الله لهم وسيكون الولي والحاكم بعد النبي صل الله عليه واله اذ ان العباد لابد لهم من راعي يرعى امورهم متصل بالله تعالى الذي اخلفه فيهم عارفا بكل امور الكون وبهذا تتم الحجة عليهم ، فهو العادل الذي افاض الوجود على عباده ومن عدله ان يحقق لهم هذا الامر فيصبح ارسال النبي بالشريعة والقانون الالهي كاملا لذلك نزلت بعد اية التبليغ واتمام بيعة الغديروتنصب الوصي خليفة على الامة بعد النبي عليه افضل الصلاة والسلام واله اية ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )
المحور الثاني :
وردت عشرات الروايات في ذكر لفظ الخليفة في كلام النبي عليه الصلاة والسلام واله وهو ليس امر اعتباطيا يصدر من رسول الله الذي لاينطق عن الهوى بل فيه اشارة الى هذا الامر امر الخلافة الالهية في الارض ، من هذه الروايات نورد منها ،
رواية عن مسلم بن جابر بن سمرة انه سمع النبي صل الله عليه واله يقول :* لايزال الدين قائما حتى تقوم الساعة او يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش * وفي رواية ، لايزال امر الناس ماضيا ..* حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة وفي حديث الى اثني عشر .
ورواية عن البخاري ان النبي قال : يكون لهذه الامة اثنا عشر قيما لايضرهم من خذلهم كلهم من قريش
وفي رواية عن انس في كنز العمال * لايزال هذا الدين قائما الى اثني عشر من قريش فاذا هلكوا ماجت الارض باهلها *
الخليفة في لغة العرب: النيابة عن الغير والخليفة من يخلف غيره ويقوم مقامه ويسد مسده ، اما في المصطلح فهو المصطفي من الناس من قبل الله ليكون اماما وحاكما عليهم ، نصل الى ان امر الخلافة امرا ضروريا بل هو من اركان الدين وشريعة الله في الارض والمعصوم سواء كان نبيا او اماما مكلف بحفظ هذا الامر واتمامه كجزء من مهام الامامه والولاية لذا قامت النهضة الحسينية لتحقق اهدافها
1- حفظ الشريعة كاملة ( احكامها واصولها) من ايدي الاشرار بني امية واتباعهم لعنهم الله حزب الشيطان
2- المحافظة على خلافة الله لتكون للخلفاء الذين ابلغ عنهم رسول الله وذكر اسماءهم وتهيئة وصول هذه الخلافة الى القائم من ال محمد الامام والخليفة الثاني عشر عجل الله فرجه الشريف .
المحور الثالث :
لوعدنا الى تفحص اية الخلافة ( اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لاتعلمون)
الامام الحسين حفظ الخلافة الالهية من ان تؤول الى هولاء الاشرار الذين يسفكون الدماء ويفسدون في الارض يزيد لعنه الله واتباعه فرفض البيعة له واستقبل افعالهم وشرهم بنفسه واهل بيته وعياله واصحابه لاجل يحفظ هذا الامر فكان التخطيط للامام الحسين ارواحنا فداه وبتسديد الله ،
فالقارىء لاحداث الطف يجد ان الله تعالى حفظ الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام من القتل بايدي الظلمة بني امية واتباعهم مرات عديدة تحققا لهذا الامر امر استمرار خلافته تعالى في الارض وصولا الى الامام والخليفة الثاني عشر من ائمة الهدى ودين الحق تعالى
المحور الرابع :
ان امر الخلافة الالهية الذي اقتضته مشيئة الله قبل بدء الخليقة الذي حمله الانبياء والمرسلين واحدا بعد اخر وصولا الى الائمة المعصومين من ال محمد لم يتحقق الهدف والغاية منه بعد وهو اقامة دولة العدل او اقامة دولة الله تعالى في عباده والحكم بينهم بالقسط وسيكون هذا الامر بظهور القائم من ال محمد صلوات الله عليهم اجمعين .
لذلك هيأ الامام الحسين عليه السلام اساسا لنهضته بما يحقق له هذه الاهداف مجتمعة وفعلا انتصر ابو الاحرار وحقق اهدافه في حفظ الامر الالهي الخلافة الالهية وايصاله للمهدي من هذه الامة لذلك قيل ان الدين محمدي الوجود حسيني البقاء ومهدي الظهور فالسلام عليك يامولاي ياابا عبد الله يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
وعجل الله فرج القائم من ال محمد صلوات الله عليهم اجمعين
موضوع منقوووول
أحترامي
:
نيرمين