وصف المخرج وكاتب السيناريو الإيراني البارز أمير نادري الذي يعيش في نيويورك منذ فترة طويلة الأفلام الإيرانية الحديثة بأنها ممتازة مشيرا إلى أن ذلك يظهر في أعمال المبدعين الإيرانيين بالنظر لكونهم ترعرعوا في بلد يمتلك جذورا عريقة.
وأضاف بان الأمر في عملية الإبداع في النهاية هو القيام بعمليات جديدة لأشياء قديمة ولذلك ففي حال وجود قاعدة جيدة فان الأمور الإبداعية تسير بشكل تلقائي وان ذلك يشمل السينما والرسم والكتابة على حد سواء.
ورأى أن الرقابة هي أمر غير مسر بالتأكيد ولذلك يتوجب عدم تحقير أو ترهيب أي فنان أو الحد من حرياته غير انه أشار إلى وجود نظام جيد في موضوع تمويل الأعمال الفنية ولذلك فان تصوير فيلم سينمائي في إيران هو أسهل نسبيا من التصوير في العالم الغربي.
وأضاف صحيح انه في الغرب لا يمكن مواجهة عمليات شطب أو الغاء إيديولوجي غير أن الأمر الصعب هو وجود الاستوديوهات الكبيرة والتفكير القائم على الربح فقط.
ورأى أن قسما كبيرا الأفلام المنتجة الآن في العالم لا تسوي شيئا على خلاف الكثير من الأفلام التي أنتجت في السابق وتتضمن قيما فنية ودعابية.
وأضاف أما الآن فان الأفلام من النوعية الجيدة لا تصل إلى أي مكان لأن دور السينما الكبيرة ألغت وتجاوزت دور السينما الصغيرة أما الوصول إلى المهرجانات السينمائية بالفيلم كي يلاحظه المنتجون أو يجد الجمهور طريقه إليه فهو أمر صعب ومكلف.
واعترف أن تثبيت قدميه في مجال السينما في الخارج كان صعبا في البداية غير انه كان واضحا منذ البداية بالنسبة له انه يريد العيش في الخارج.
وأضاف أن السفر بعد الثورة الإسلامية لم يكن ممكنا كثيرا لان الحكومة كانت تضغط على الناس أن يستقروا وينجبوا أطفالا لأنها كانت تعتقد أن الكثير من التجارب الأجنبية تحمل معها الكثير من المشاكل غير أن الانغلاق بالمقابل هو قصر نظر.
وأضاف انه بالنظر لكون جيلنا لم يستطع السفر كثيرا فانه موجود الآن في إيران جيل قوي كثير العدد من الشباب غير انه ليس لديه اتصالات معهم وبالتالي لا يعرف كيف يفكرون.
وأشار إلى انه أراد منذ أن بدأ يعي الحياة بأنه العمل في السينما وربما كان ذلك لأنه كان يتحرك على الدوام في الوسط السينمائي موضحا بأنه عمل في السينما كبائع للكولا وانه كان يشاهد يوميا فيلما على الأقل
وأكد أن ذاكرته تتضمن اللحظة التي وعى فيها بأنه من الضروري عليه أن ينجز شيئا في السينما مشيرا إلى أن ذلك كان في عام 1968 عندما كان عمره 22 عاما عندما كان في زيارة لندن حيث أخذه صديق معه إلى حضور العرض الأول لفيلم اوديسا الفضائية في عام 2001 وأكد أن هذا الفيلم غير حياته
ورأى أن المذهل في العمل السينمائي هو جمع التجربة الشخصية مع الخيال وتقديم النتيجة للناس.
وأضاف أن الكتاب وضعهم أسهل في هذا المجال من المخرجين لان خلق التصورات يتركونها على عاتق القراء وهم يقدمون فقط واحدة من التصورات الممكنة للواقع أي أنهم يقدمون دون أن يجبرون الآخرين أما المخرجين فيتحتم عليهم أن يظهروا للمشاهدين التصورات الخيالية للواقع بالشكل الذي يقبلونه.
وأشار إلى أن فيلمه الأخير الذي شارك فيه في مهرجان كارلوفيفاري السينمائي الدولي " المونتاج " صوره في اليابان مع يابانيين واصفا اليابانيين بأنهم أناس معقدين يتميزون بنظامية كبيرة وأنهم لا يبدعون أبدا بشكل عفوي بل يفكرون بالأمور مقدما وألا يصبحون متوترين.
وأكد انه لا يمكن التأثير على البابانيين بالمال لان الأمر الأكثر جوهرية بالنسبة لهم هو الشعور بالثقة على خلاف الثقافة الأمريكية القائمة على الشعور القوي بالفردية وأضاف بان اليابانيين معتادون على اتخاذ القرارات بشكل جماعي أما إذا كان لأحدهم تحفظات على بعض الخطوات فان بقية المجموعة على استعداد للتفكير وإعادة تنظيم الأمور بشكل مختلف أما حين يوافق اليابانيون على أمر فإنهم يتحمسون لذلك ويصبرون على تنفيذه.
وكشف عن انه يفكر بتصوير جزأين آخرين لفيلم " المونتاج " كي تنشا ثلاثية يابانية مع نفس الطاقم مشيرا إلى أن البطل سيبقى نفسه لكن ستتغير الفترة التي يتواجد فيها.