يحكى أن رجلاً في مؤسسة كبيرة كان مغضوباً عليه من قبل بعض المسؤولين لأنه لا يجامل في الحق، ولأنه جريء بالتعبير عن رأيه لمصلحة العمل.
هؤلاء المسؤولون لم يستطيعوا طرد الموظف بشكل مباشر حتى لا يخلقوا ضجة حول تقصيرهم، فقرروا أن يجعلوه يمل من العمل حتى يقدم استقالته، فقرروا نقله كل بضعة أشهر من قسم إلى أخر.
استمر الحال لمدة 3 أعوام، والموظف شعاره "المهم أن أقوم بعملي على النحو الصحيح وأتعلم في القسم الجديد"، وكانت مشكلة أولئك المسؤولين أنه يجيد أينما ارتحل بشكل يخلق له مؤيدين في أي قسم.
بعد أيام من انتهاء العام الثالث تلقى اتصالاً هاتفياً من إحدى الشركات التي اطلعت على سيرته الذاتية في إحدى مواقع التوظيف، وتوجه لهناك وتفاجأ بسهولة الحصول على وظيفة ممتازة بأجر يبلغ ضعف أجره مما دفعه للسؤال "لماذا؟".
فأجابوه "لأننا وجدنا لديك خبرة في أقسام متعددة وهذا ما نحتاجه فعلاً لهذا المنصب!".
العبرة "عليك دائماً أن تلتزم بفعل الأشياء الصحيحة مهما كانت الظروف الفاسدة تحيط بك
يستطيع وضع هذه البيضة على الصحن بشكل عمودي على رأسها دون أن تتدحرج؟".
فشل جميع السلبيين على تلك الطاولة بتلبية طلبه..
فما كان منه إلا أن أمسك بها وقام بكسرها من جهة الرأس عندما ضربها بالصحن لتصبح ثابتة على ذلك الوضع، فالتفت إليهم وقال "هذه مثل اكتشافي، الآن جميعكم يراه سهلاً لكن قبل دقائق كنتم عاجزين، قيمة الفكرة تظهر عند اكتشافها وبعد قليل تصبح عادية لدى كثيرين".تطيع أن تحمل ثمراً لذيذاً ونافعاً مثل شجرة الكرمة غير أن الكرمة بدورها باتت زاهدة في حياتها راغبة في نهايتها لأنها لا تستطيع الوقوف منتصبة لتثمر فاكهة بروعة الدراق في حين كان الصبّار غاضباً من نفسه وناقماً عليها لقصر قامته وعجزه عن بث عطره كما الزنبق وعلى تلك الدرجة من السخط والحزن والكآبة كان كل من في البستان حتى انتهى إلى زهرة البنفسج الصغيرة.
فوجد الحال عندها على النقيض من جيرانها من حيث البهجة والإشراق فقال:"كم أبهجني أن أجد التفاؤل والرضا وسط كل هذا الإحباط وتلك السوداوية"
فأجابت البنفسجة قائلة:
حسناً، لست ذات قيمة كبيرة، ولكنني أعلم يقيناً أنك لو أردت شجرة بلوط أو صنوبر أو عنب أو دراق أو زنبق لزرعت ذلك ولكنك أردت بنفسجة وأنا عازمة على أن أكون أفضل بنفسجة يمكن لها أن تكون في هذا الحقل".
العبرة : لكل منا هدف من وجوده في هذه الحياة، حاول أن تكتشفه لتكون سعيداً