تعتبر مقاعد الأطفال من التجهيزات الواجب توافرها على متن السيارة عند اصطحاب الأطفال، بغض النظر عن الوجهة التي يقصدها السائق.
ويحذر أندرياس بيرغ ماير من المجلس الألماني للسلامة على الطرق (DVR) في مدينة بون غربي البلاد، قائلاً :"الأطفال المؤمنون بشكل غير كافٍ في السيارة يواجهون مخاطر أكبر بسبع مرات من حيث التعرض لإصابات خطيرة أو الوفاة".
ولتعرض الأطفال لإصابات يكفي وقوع حادث تصادم أمامي يبدو بسيطاً، ويقول الخبير الألماني بيرغ ماير :"في حالة وقوع تصادم أمامي ينزلق
الأطفال، الذين تم ربطهم باستخدام حزام الأمان الخاص بالأشخاص البالغين، إلى أسفل عبر حزام الحوض.
ويضغط هذا الحزام على منطقة البطن ويمكن أن يتسبب في حدوث إصابات داخلية خطيرة".
ويواجه الآباء صعوبة في العثور على الموديل المناسب للطفل؛ حيث يصبحون في حيرة من أمرهم بسبب كثرة العروض المتوافرة والتي لا يمكن حصرها.
وتتمثل أولى خطوات البحث في القيام بوزن الطفل، لأن أنظمة حماية وأمان الأطفال مُقسمة إلى أربع فئات حسب وزن الجسم، بدءاً من مقاعد الأطفال الرُضع، التي يجلس فيها الأطفال الرُضع في وضع شبه راقد وموجه للخلف عكس اتجاه السير، مروراً بالمقاعد المخصصة للأطفال الصغار، ووصولاً إلى الأنظمة الخاصة بالأطفال في سن رياض الأطفال والمدرسة. ويتم تسجيل الحد الأقصى المسموح به لوزن الجسم على المقعد.
ومن الأفضل أن يتم شراء مقعد الطفل من المتاجر المتخصصة، مع مراعاة عدم استخدام مقاعد مستعملة. وبالرغم من أن أنظمة حماية وأمان الأطفال المستعملة تبدو جيدة، إلا أنها في بعض الأحيان لا توفر الحماية المطلوبة.
وأوضح لوثر فيش من الهيئة الفنية لمراقبة الجودة (TUV Süd) بمدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا، قائلاً :"يمكن أن يتعرض مقعد الأطفال لحدوث أضرار في بنيته الهيكلية بسبب وقوع حادث، وهو الأمر الذي لا يظهر بوضوح دائماً".
ويتيح كثير من التجار لعملائهم إمكانية تجريب المقاعد الجديدة في السيارة، وهذا الأمر يُسهل من مسألة اتخاذ قرار الشراء؛ حيث يتمكن الأطفال من اختبار المقاعد التجريبية، فضلاً عن أنه يكون بمقدور الآباء التحقق في ساحة الانتظار مما إذا كانت المقاعد مناسبة لوزن الطفل أم لا
وفي تلك الأثناء سرعان ما يتضح أن هناك صعوبة في تركيب موديل مثلاً على المقاعد الخلفية بالسيارات ثلاثية الأبواب أو أن مقعد الأطفال كبير للغاية.
ومن الأمور المهمة للغاية أن يتم تركيب مقعد الأطفال في السيارة طبقاً لتعليمات الشركة المنتجة، إما عن طريق حزام الأمان الموجود ثلاثي نقاط التثبيت أو باستخدام نظام التثبيت Isofix.
وينصح الخبراء باستعمال نظام التثبيت هذا، لأنه يكون مرتبطاً بجسم السيارة بشكل محكم.
ولكن لا يتوافر نظام التثبيت هذا في جميع السيارات، كما أن أغلب مقاعد Isofix يسمح بتركيبها في موديلات معينة فقط، ولذلك ينبغي الإطلاع على دليل التركيب قبل الشراء.
وتجدر الإشارة إلى أن أفضل مقعد للأطفال لا يكون مفيداً، إذا لم يتم تثبيته بإحكام أو عندما يتم تركيبه في وضع خاطئ؛ فتركيب مقعد الرُضع أو مقعد الأطفال عكس اتجاه السير على مقعد الراكب الأمامي دون إيقاف فعالية الوسادة الهوائية الأمامية للراكب الأمامي يعتبر من أخطر الأخطاء، لأنه في حالة انطلاق الوسادة الهوائية، فإنها تصطدم بالمقعد وتعرض حياة الطفل للخطر.
وأوضح أندرياس راتزيك من المركز الفني التابع لنادي السيارات (ADAC) قائلاً :"ولذلك ننصح بعدة أمور، منها تركيب مقعد الأطفال الرُضع على المقاعد الخلفية جهة اليمين".
وأضاف الخبير الألماني أندرياس راتزيك أنه من الأفضل أيضاً تركيب أنظمة المقاعد الموجهة للأمام والمخصصة للأطفال الأكبر سناً في الخلف جهة اليمين.
وإذا اضطر السائق في إحدى المرات إلى تركيب مقاعد الأطفال على مقعد الراكب الأمامي، فيتعين عليه الاطلاع على دليل استعمال السيارة ومقعد الأطفال، للتحقق مما إذا كان من المسموح القيام بذلك أم لا. وفي أغلب الأحيان يمكن أن تظل الوسادة الهوائية الأمامية فعالة، إذا تم تحريك مقعد الراكب الأمامي إلى أقصى وضع خلفي له قدر الإمكان.
ومثل الأشخاص البالغين ينبغي أن ينعم الأطفال الصغار بالراحة أيضاً على متن السيارة، ولكن ينبغي عدم إتاحة مساحة كبيرة من حرية الحركة لهم.
وأوضح أندرياس راتزيك أنه لا يجوز أن يكون هناك فراغ بين أحزمة المقعد وجسم الطفل أكثر من عرض اليد، ويقول :"إذا تم ربط الحزام بشكل فضفاض، سيندفع الجسم إلى الأمام في حالة وقوع تصادم، ثم يتم كبح حركته فجأة، وبالتالي سيتم التحميل على الجسم بشكل مفرط.
ومن الممكن أن يصطدم الرأس بمسند ظهر المقاعد الأمامية".
ومن المهم أن يتذكر السائق عند ربط حزام الأمان أن الجواكت أو البلوفرات السميكة تحد من فعالية الحماية التي توفرها الأحزمة.