«عندما راجعت حواراتى مع الشباب الملحد فى بلادنا العربية، انتبهت إلى أن معظمهم لم يكن قد قرأ شيئا عما يثيره من مبررات عقلية لإلحاده، كما تنبهت إلى أن من طرحوا شبهات حول القرآن الكريم ورسولنا الكريم لم يكونوا قد طالعوا شيئا مما كتب لرد تلك الشبهات، وأدركت بوضوح أن شبابنا اتخذ قرارا بالرفض لأخطر قضية فى حياة الإنسان «الوجود الإلهى» دون أن يبذل جهدا»، هكذا تحدث الدكتور عمرو شريف، عن الشباب الملحد فى المجتمع فى كتابه الإلحاد مشكلة نفسية».
ويوثق الكاتب فى «ماذا يقول الملاحدة - دراسة ميدانية»، العوامل النفسية التى ناقشها فى أسباب الإلحاد من خلال أراء الشباب، وأكد أنها تمت وفق دراسات ميدانية محكمة، وذلك قبل أن يقوم الكاتب بجولة تاريخية مع نشأة الإلحاد فى العالم الإسلامى، ويعرض سمات إلحاد الشباب فى بلادنا، وهو الذى يقول عنه: «هو الإلحاد الذى سادت فيه العوامل النفسية الذاتية، وغابت العوامل الموضوعية فاستحق أن يوصف بالإلحاد السفسطائى».
ويقول الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، فى تقديمه لهذا الكتاب: إننى أرى هذا الكتاب إضافة علمية قيمة لمشكلة الكثيرين، سواء مع الإيمان أو الإلحاد، وأنصح بدراسته لكل من يريد الاستفادة من مجادلة التأرجح بين الشك واليقين، وأيضا بين الإيمان والإلحاد، فعلينا تحمل قدر من التأرجح من أجل الوصول للإيمان الصحيح وأيضا تحقق الصحة النفسية.
ويتطرق «عمرو شريف» إلى الحديث عن «حرية الإرادة الإنسانية»، وهل الإنسان مخير أم مسيّر منزوع الحرية وقدره حتمى؟، ومن ثم ينتهى الأمر بموت الإنسان كما يعتقد الماديون، ويقول الدكتور أحمد عكاشة فى تقديمه للكتاب عن هذا الباب: «أرى أن هذا الباب شديد الأهمية كجزء مكمل للكتاب حتى يفوّت على الملاحدة فرصة الاحتجاج بالحتمية والجبر لإسقاط المسئولية عن أنفسهم فى تنبيهم للإلحاد».
وفى «عبد مخيّر» يستكمل الكاتب طرحه عن حرية الإرادة الإنسانية من خلال معالجة القرآن الكريم لقضية الجبر والاختيار، كما يناقش مفهوم الحرية الإنسانية من خلال نظرة علوم النفس والأعصاب والبيولوجيا، وذلك فى «العلم وبين الحرية والحتمية».
ويبدأ الكاتب بجولة مع «الإلحاد المعاصر»، الذى بدأ منذ خمسمائة عام بالصراع بين الكنيسة الكاثوليكية والدولة، ثم يبحر بعمق مع «العلم والإيمان»، حيث يؤصل مفهوم التطور الموجه وهو توجيه الله لتطور جسد الإنسان وتمييزه بالملكات العقلية واستعمال اللغة، ويعرض فيه الكاتب تعريف بالإلحاد وسماته وظروف نشأته فى العصر الحديث.
ويتبنى الكاتب تأسيس ما أطلق عليه «علم نفس الإلحاد» قياسا على الحديث السائد الآن فى أوساط علم النفس عن علم نفس الإرهاب، ويثبت الكاتب ذلك من خلال الرأى بأن «الإلحاد مشكلة نفسية».
ويتبع ذلك عرض الكاتب للتفسيرات لدى الماديين لنشأة الألوهية وظهور الأديان، والآليات البيولوجية لمنظومة الإيمان كما بينها العلم، وذلك من خلال «علم نفس الإيمان» و«العلم والإيمان».